Tuesday, April 22, 2014

حديقة أنطونيادس بالإسكندرية...






 

ككل بقعة في الإسكندرية هي ليست ما تراه عيناك فقط بل هي تاريخ تراكمت طبقاته بعضها فوق بعض الظاهر منها اليوم مجرد القشرة الخارجية أو الغلاف المعاصر أما تحت ذلك فقصص و حواديت كثيرة تحكي ذكرى تمتد لمئات بل آلاف السنين من حياة بشر عاشوا في مصر و في الإسكندرية و أحبوها و انتموا إليها و كانت هي الوطن و البيت و القصر و المزرعة و ...و كل شيء...
حديقة أنطونيادس سميت بهذا الاسم نسبة إلى جون أنطونيادس البارون اليوناني الذي امتلك هذه الحدائق و أوصى أن تنتقل لبلدية الإسكندرية بعد وفاته و بر ابنه بالوصية فعلاً...
الحديقة تاريخياً من أقدم حدائق مصر بل و العالم و يعود تاريخها للعصر البطلمي و كانت تعرف ب (جنات النعيم) و في القرن التاسع  عشر آلت ملكيتها لأحد اليونانيين و منه لمحمد علي باشا ثم الخديوي إسماعيل الذي عهد بتطويرها لفنان فرنسي كي تحاكي حدائق قصر فرساي التي ابهرته لما زار فرنسا قبل ذلك...الحديقة مقسمة لمجموعة حدائق منها حديقة المشاهير و بها تماثيل لماجلان و كولمبس و دي جاما و نلسون...و حديقة النزهة و حديقة الورد و غيرها...
الحديقة ملحق بها أيضاً مسرح أنطونيادس الذي شهد إقامة العديد من الحفلات الموسيقة و الغنائية 
الحديقة ملحق بها أيضاً قصر أنطونيادس الذي أقامه محمد علي باشا و شهد على مدار تاريخه أحداث سياسية هامة مثل توقيع اتفاقية الجلاء عن مصر عام 1936 م و الاجتماعات التحضيرية لتأسيس جامعة الدول العربية عام 1944 م كما أقان به العديد من الملوك و الأمراء أثناء زيارتهم لمصر...و حالياً انتقلت تبعية القصر لمكتبة الإسكندرية لتحويله لمركز ثقافي بحرمتوسطي و لا يزال تحت التطوير و الإعداد...
الحدائق مفتوحة للجمهور مقابل رسم دخول رمزي (حالياً جنيهان فقط)...و هي أحد متنفسات شعب الإسكندرية في المناسبات و الأعياد المختلفة و هي فرصة سياحية تحتاج للمزيد من اهتمام الدولة و تركيزها...

0 comments: