Sunday, June 8, 2014

كلمة السيسي اليوم خطة عمل واضحة...!

كلمة السيسي اليوم كانت بحق خطة عمل وضعها لنفسه و بالتالي لبلده الذي حملته يد العناية الإلهية لتضعه فوق كرسي حكمه...! بدا السيسي منذ القسم أمام المحكمة الدستورية في صباح اليوم و كأنه في عجالة من أمره حاله حال القلق المتخوف من مجهول أو ربما الواقع تحت ضغوط كبيرة جداً و مع هذا مضطر للظهور في احتفالات و بهجة يحتاجها الشعب...طبيعي أن التهديدات لحياة الرجل لم و لا و لن تنتهي سواء من رؤوس بالخارج أو ذيول بالداخل و سواء من أولئك الذين يضحكون في الوجه و يغدرون في الظهر أو ممن ضجوا بالخيانة فأعلنوا حقدهم بوقاحة...!
بدا إيقاع السيسي في إلقاء كلمته غير منتظم بعض الشيء...تارة يسرع و تارة يبطيء...كما تلعثم في بعض الكلمات و أخطأ نحوياً في البعض الآخر و لكنه بخبرة القيادة استعاد توازنه ببعض الخروج عن النص و أحياناً التعليق بخفة ظل على هتافات بعض الحضور...
المظهر العام مشرف و القصر مبهر و الطقس بديع و كأن يد السماء تمسح عن مصر تراب عثرتها السابقة و تعيد إلى وجهها نضارته المعهودة...
تكلم السيسي بمنهجية واضحة عن خطته للمستقبل فبدأ بالأوضاع الداخلية ثم انتقل للأوضاع الخارجية...تحدث عن الداخل و بين بحسم أن الأوضاع السياسية لمصر قد استقرت و أصبح لها قائد واحد نافياً بهذا زيغ الزائغين و منسياً لهم وساوس الشيطان التي تمنيهم بعودة ماضي انتهى إلى الأبد...أكد السيسي موقفه من رفض أي تصالح مع الإرهاب أو مع القتلة و المخربين و المجرمين و هذا حق...
أكد على أهمية استكمال خارطة المستقبل بانتخابات مجلس الشعب و الذي سيكون وفقاً للدستور ذو صلاحيات كبيرة و (حقيقية) ما يعني أن الاختيار فيه يجب أن يكون دقيقاً و أميناً...
أكد على ضرورة بناء مؤسسات الدولة و تطويرها و محاربة الفساد بكل مستوياتها...
تحدث السيسي عن مفهوم المواطنة و إقرار الكفاءة وحدها كسبيل للحصول على الفرص..
تحدث عن دور المرأة و الشباب...
تحدث عن مفهوم الحرية المنضبطة بمراعاة حقوق الناس و مصالح الوطن و إلا تحولت لفوضى و ابتذال...
تحدث عن البسطاء و الفقراء الذين ثاروا لرفع الظلم و الخلاص من الهم فما نالوا في سني الثورة العجاف إلا المزيد مما ثاروا عليه...و قال إنه سيعمل على رفع الظلم عنهم و تخفيف العبء عن كاهلهم ...
تحدث عن العدالة و تحسين الخدمات حتى ترتقي حياة المواطن المصري و يتحقق له ما ثار من أجله...
تحدث عن قيمة العمل وزيادة الإنتاجية و ارتباطها بتحسن ظروف المعيشة...
تحدث عن التنمية في كل المجالات من الزراعة للصناعة للطاقة للتجارة لتطوير المحليات و إنشاء محافظات جديدة و توسيع القائم منها...
تحدق عن دور الثقافة و الفنون و الآداب في شحذ الهمم نحو الإنتاج و تحسين الذوق العام و حث أهل الفن على تقديم عمل ملحمي عالمي يعبر عن ثورتي الشعب المصري و يقدمهما للعالم...
تحدث عن الدين و دور مؤسسات الدولة فيه و عن الخطاب الديني و ضرورة استعادة مسؤليته و جديته و توجيهه نحو فضائل المعاملات و كرائم الأخلاق...
و حين انتقل السيسي للحديث عن خطة المستقبل في التعامل مع الخارج قالها صريحة بلا لبس أو تأويل...انتهة زمن التبعية و بدأ زمن الندية...أهلاً بالأصدقاء جميعاً ما داموا يفهمون هذا و يقدمون لمصر ما يخدم مصالحها...
مصر تلتزم بتعهداتها و تعاقداتها بما في ذلك ما يسمح بتعديل هذه التعهدات و التعاقدات لو لزم الأمر و الكلام هنا للجارة إياها...
مصر دولة سلام تحميه القوة...
مصر دولة منفتحة تحافظ على الهوية...
مصر لا شرقية و لا غربية...مصر وسطية بحكم موقعها و ثقافتها و دينها ...
مصر عصية على الإنكسار و قادرة على إمضاء إرادتها...
القضية الفلسطينية التي تطرق أبواب مصر و تؤرق العرب و المسلمين جميعاً موقفنا منها واضح و مستمر...
الخليج مسافة السكة...
أفريقيا جذورنا...أثيوبيا من حقها النهضة لكن عليها أن تتفهم أن مصر من حقها الحياة...
و كان مسك الختام تكريم الرجل الفاضل المستشار عدلي منصور بمنحه قلادة النيل ليكون أول قرار يتخذه السيسي رئيساً هوتكريم من سبقه للرئاسة في بادرة يستحقها منصور و تستحق مصر أن تعتمدها خطوة نحو مبدأ تداول السلطة بالحب و بالسلمية و القانون...
نسأل الله أن يوفق الرجل في مهمته و أن يوفقنا معه لخير بلدنا و الإنسانية كلها...

0 comments: