Saturday, April 12, 2014

أنا الصعيدي...!

أنا الصعيدي الذي تضحكون من شكل عمامته و شاله و كم قميصه و خياطة سرواله...
أنا الصعيدي الذي تستغربون ملامح وجهه و خشونة جلده و سمك بشرته...
أنا الصعيدي الذي تشمئزون من رائحته و حشراته الساكنة طيات ملابسه
أنا الصعيدي الذي تعجبون من صبره على المرض و تحمله للألم و تغاضيه عن الضر......
أنا الصعيدي الذي يسكن الجبل و يتنزه في الفلاة و يصاحب الوحوش و يصادق الضواري...
أنا الصعيدي الجائع و فوقه خصب الدلتا...العطشان و تحته أصل النيل....
أنا الصعيدي الوحيد في قبيلته...الغريب بين عشيرته...المهاجر من بلده ليبحث عن رزقه...
أنا الصعيدي الذي تطربون لمزماره و تعجبون بتحطيبه و تصورونه يرقص فوق فرسه يوم المهرجان....
أنا الفرعون الأخير الذي لم يرث عن أجداده الملك و السلطان بل الأطلال و المقابر...
أنا الفرعون الأخير الذي يتكسب من بيع جثث أجداده و أطلالهم و قصصهم...و يرقص حولها لعل المشتري يطرب فيدفع...!
أنا العربي الأخير الذي لم يرث عن أجداده الفتح و التنوير بل ارتد على آثاره قصصاً فعاد للخزعبلات و اكتفى من العقيدة بنسب الآباء و الأجداد...!
أنا المغضوب عليه و الضال و المنكر....أنا اللعنة و المشاكل و الأزمة و القنبلة السكانية....
أنا الجريمة المنظمة و المشاكل التي لا تنتهي و معين الأزمات الذي لا ينضب...
أنا الذي لا يفهمكم و لا يريد أن يفهمكم....
أنا الذي أبعدتموه و أنكرتموه و عزلتموه فحق عليكم مني ما ترون و ما لا ترون...
أنا الذي حييتموه بالشر فرد عليكم التحية بأحسن منها....
لماذا تتعجبون من عنادي و تنكرون علي قبليتي و عنصريتي...؟!
أليس بديهياً بعد كل هذا منكم في حقي أن أنكركم كما تنكروني و أخذلكم كما تخذلوني و أتحصن بحلف يقيني شركم و يعوضني خيركم...؟!
أنا الصعيدي الفرصة الكامنة في التحدي...المنحة الخفية في المحنة...الثروة المخفاة في طيات الثورة...أنا طاقة فوق نووية و عزيمة لا نهائية و قنبلة حيوية تنتظر إشارة المفجر...أنا الأمل لا الألم...أنا الجذر الذي تتدفق منه الحياة إلى الفروع...أنا بانيها و حارسها...أنا فاتحها و غالقها...أنا التاريخ  و المستقبل...
أمد يدي بالخير فهل من شريك إلى النصر...؟!!! 

0 comments: