Monday, June 6, 2016

القران الكريم و الناس...

#القران_الكريم_و_الناس
اول سور القران الكريم و مستهله هي (الفاتحة) و قد بداتنا بالكلام عن تصنيف البشر الى ثلاثة اصناف:
١- الذين انعم الله عليهم
٢- المغضوب عليهم
٣- الضالين
و الواضح ان اساس التصنيف هو الالتزام بطريق او منهج تمت الدعوة اليه...
فهناك من لبى الدعوة بالقبول دون جدل فحصل على دعم اضافي لمزيد من التقدم على الطريق...
و هناك من رفض الدعوة على علم بصدقها فاستحق الغضب عليه...
و هناك من لم يقبل الدعوة متصورا ان ما عنده يكفيه فضل او استمر على الضلال...
تابعونا...

القران_الكريم_و_الناس
سورة البقرة و هي التالية في ترتيب المصحف لفاتحة الكتاب بدات في شرح اوسع و اعمق لفئات الناس الذين صنفوا سابقا في فاتحة الكتاب...
سورة البقرة استهلت الحديث الموسع عن تصنيف الناس بذكر النماذج الاتية:
١- المتقون
٢- الكافرون
٣- المنافقون
و يلاحظ هنا ان السورة اضافت صنف جديد لاصناف البشر هو صنف الذين اظهروا قبول الدعوة و ابطنوا ردها...اي نافقوها...
تحدثت السورة عن مفهوم الدعوة الذي يصنف الناس تبعا لاستجابتهم له و هو:
١- الدعوة التي تحبب الناس في خالقهم سبحانه و تذكر الناس بصفات الربوبية التي منحتهم نعما لا يقدرون هم عليها ابدا...و بوجوب ان يسالوا عن المنعم و ان يشكروه...
٢- الدعوة التي تعرض مناظرة القران الكريم بكلام البشر و تحرض المنكرين لانه كلام الله تعالى على ان يعارضوه بمثله و لو في جزئية صغيرة منه فقط...
٣- الدعوة التي تعد بثواب المستجيبين و بعقاب المنكرين...
تحدثت السورة عن اصل البشر و بداية خلقهم باعتباره السبب في تباين استجابتهم للدعوة....
تحدثت السورة عن نماذج الدعاة من الانبياء و خاصة:
١- ابراهيم عليه السلام
٢- يعقوب عليه السلام
٣- موسى عليه السلام
٤- عيسى عليه السلام
و تحدثت عن صفات المتقين و اختصت منها بالتركيز:
١- الشهادة في سبيل الله تعالى
٢- البر
٣- الحج و العمرة
٤- الانفاق في سبيل الله
٥- الصيام
تحدثت السورة عن بني اسرائيل و اسهبت في بيان استحقاقهم لغضب الله تعالى...
و تحدثت السورة عن النصارى...
و تحدثت السورة عن المرتدين بعد ايمان...
و تحدثت السورة عن احكام تخص معاملات المؤمنين بالدعوة فيما بينهم و مع الاخرين مثل احكام النكاح و الطلاق و الربا و الدين و صلاة الخوف...
تعالوا نستعرض معا ما ركزت عليه السورة في كل عنصر مما سبق....
تابعونا....

#القران_الكريم_و_الناس
السورة الثالثة في ترتيب المصحف الشريف هي (ال عمران) و فيها نبدا في تفهم عملية التصنيف التي افتتح بها القران في سورة الفاتحة...
لماذا اختلف الناس حتى اصبحوا اصنافا ؟!
و لماذا يجب ان نتعرف على كل صنف و نميزه عن غيره ؟!
كعادة القران الكريم يعلمنا من خلال القصة او الحكاية فهذه اوقع في النفس و ابقى في الذاكرة...
تعلمنا من سورة البقرة ان الناس اختلفوا لاسباب منها:
١- ان الله تعالى سمح بهذا الاختلاف
٢- ان طرفا غير البشر يتدخل ليحرف بعض الناس او ليحرف بعض وقت الناس عن الاختيار الصحيح (ابليس)
و في سورة ال عمران نستكمل فهم بقية الاسباب من خلال نموذج او قصة ال عمران...
بنو اسرائيل او بنو يعقوب عليه السلام عاشوا مع ابيهم يعقوب (ص) و اخيهم يوسف (ص) في مصر زمان احتلال مصر من الهكسوس و لما استرد المصريون حكم بلادهم انتقموا من بني اسرائيل على طريقتهم...لم يطردوهم من مصر لانهم اصبحوا جزءا من نسيج المجتمع و وضعوا ايديهم على كثير من مفاصله (تذكر نموذج قارون و ماله و علمه) ...لكن المصريين قرروا كسر شوكة بني اسرائيل حتى لا يفكروا في حكم مصر ...و من طرق هذا قتل المواليد الذكور كما حدث ابان عهد موسى (ص)...
من هنا تعلم بنو اسرائيل اهمية القوة و طرق البطش بالخصوم...
و من هنا تعلم بنو اسرائيل اهمية السلطة و دور المال في السيطرة على المجتمعات او على الاقل الاحتفاظ بوجودهم بها...
خرج بنو اسرائيل من مصر مع موسى عليه السلام لكن ما تعلموه في مصر لم يخرج منهم بل بالعكس اصبح اقرب اليهم من تعاليم موسى و الانبياء و الصالحين...
طغت المادية و السلطوية عليهم او على معظمهم فكان لابد من رسالة سماوية جديدة تردهم الى جادة الصواب....
عمران و امراته كانا من الصالحين و قررا ان يكون مولودهما القادم متفرغا للعبادة و الطاعة...
المولود كان انثى (مريم) و كان تفرغ انثى لهذا امرا جديدا عليهم...
و بوفاة عمران اصبحت مريم بحاجة لمن يكفلها فتهافت الكل على ذلك لصلاح اهلها و لعلم الناس بما نذرتها امها له...
فاز زكريا (ص) بكفالة مريم (و هو زوج خالتها) ...
و بدا التمهيد الالهي للمعجزات المقصود بها كسر مادية بني اسرائيل و من ثم استعادتهم لطريق الصالحين...
كان زكريا يجد عند مريم من الرزق (الطعام مثلا) ما لم ياتها (و هو كافلها) به...
فدعته هذه المعجزة ان يطلب من الله الولد الذي حرمه على كبر سنه و عقم زوجته...
فحدثت المعجزة الثانية و رزق الله زكريا بيحيى (عليهما السلام)...
و لا شك ان هذا كله كان يعلم عند سائر بني اسرائيل و ربما حرك قلوب بعضهم...
الى ان جاءت المعجزة الاكبر اذ حملت العذراء مريم بالمسيح (ص) من غير اب....
و هنا كان لابد من استقصاء حقيقة الامر بصرف النظر عن صلاح مريم و اهلها المعلوم...
و حدثت معجزة اخرى اذ نطق المسيح في المهد ليبرا امه من اي شبهة و ليؤكد لبني اسرائيل ان هناك ما هو اقوى من المادية....
و كما افتتن بنو اسرائيل بالمادية و السلطوية التي تعلموها من مصر...افتتنوا بالمعجزات التي حدثت امامهم...فمال بعضهم للافراط في تكريم المسيح و امه حتى عبدوهما و مال البعض للتفريط في حقهما حتى رموا مريم بالزنا و تامروا على قتل المسيح ...!
و كان سورة ال عمران اضافت لنا اسبابا جديدة لاختلاف الناس في الاستجابة لدعوة الحق هي:
١- المادية و السلطة الدنيوية
٢- الافتتان بالمعجزات الالهية و تاويلها على غير المقصود منها
ايضا السورة علمتنا ان للاختلاف بين الناس اثار على معاملاتهم...
فها هم بنو اسرائيل و اليهود يخالفون النصارى و يترجمون خلافهم الى قول فاسد و فعل مجرم...!
و تعلمنا السورة انه حتى اصحاب الكتاب الواحد ليسوا سواء في فهمهم له و بالتالي ليسوا سواء في معاملاتهم مع الاخر...و بالتالي لا يجب ان نعاملهم نحن بمعاملة واحدة رغم هذا الاختلاف البين...
و انه حتى بين الصفوف المؤمنة قد نجد المنافقين و ان لهؤلاء ايضا احكاما في تمييزهم و التعامل معهم...
و تعلمنا السورة ان الاختلاف بين الناس قد يصل مردوده في التعامل الى درجة القتال...
و ان هذا الجهاد الحربي قد لا تكون نتائجه دائما ايجابية بمعنى النصر ...
و تعلمنا كيف نتقبل جميع الاحتمالات و كيف نتعامل مع كل النتائج...
اذن تصنيف الناس امر هام له اسبابه و نتائجه و النماذج التي يسوقها القران الكريم هي افضل توضيح لهذا....
تابعونا...