الجنس وظيفة طبيعية من وظائف الجسم البشري (و كائنات اخرى ايضا...!) تماما مثل وظيفة التنفس و الدورة الدموية و هضم الطعام و غيرها...
صحيح ان هذه الوظائف كلها لها قياسات علمية من حيث الكم و الكيف تحاول ان تصفها و تقنن بالتالي التعامل معها لكن صحيح ايضا ان الحياة تتدفق دائما بالجديد و تتغير و تتاقلم او تتنافر و صحيح ايضا ان هناك بعد ثالث للتعامل مع هذه الوظائف خلاف الكم و الكيف...بعد ثقافي...
الانسان يختلف عن غيره من المخلوقات بوجود مخ متميز يضيف اليه وظائف عليا فوق الوظائف العصبية...وظائف عقلية و نفسية...مثل التفكير و المشاعر و السلوك...هذه الوظائف العقلية تصنع الفارق في ممارسة الوظائف الطبيعية الاخرى و منها الجنس بين فرد و فرد و بين مجتمع و مجتمع...
مجتمعات في قبائل الامازون البدائية في امريكا الجنوبية مثلا تعيش عارية من الملابس...رجالا و نساءا...
بينما مجتمعات اخرى تعيش متسربلة بالملابس من قمة الراس الى اخمص القدمين رجالا و نساءا...
ما الذي صنع الفارق بين النقيضين...؟!
ببساطة هو الثقافة او وظيفة العقل المهيمنة على ممارسة وظائف طبيعية اخرى...
الثقافة التى جعلت كل شيء في الجسد متاح لكل بصر في الامازون و هي التي جعلت كل شيء في الجسد محرم على كل بصر في غيرها...
و لعل الثقافة نفسها هي التي جعلت مشهد ممارسة الجنس في فيلم عربي مثلا يتحول الى مشهد فوران القهوة فوق النار او قطار يمر فوق القضبان او ما هو من هذا القبيل الرمزي الذي لا نعرف فيه حتى مفتاح العلاقة بين الرمز و الحقيقة...!
العلاقة بين قهوة تفور و بين ممارسة الجنس...مثلا...
ربما يسال سائل عن الحكم على الثقافة...
فيقول ان اهل القبائل في الامازون متخلفون او مخطئون بينما الاخرين متحضرون مصيبون...
و اقول له ان العقل لا يحكم على عقل مثله لان العقول كلها سواء من حيث الطاقة الكامنة فيها و انما اختلفت العقول تبعا للبيئة التي نشطت بعضها بطريقة ما و ثبطت بعضها بطريقة ما...
و اذا اردت الحكم بين العقول فيجب ان يكون بشيء فوق العقل و اكبر من البيئة التي تستثير العقل او تثبطه...
لا يصح ان يحكم بين العقول الا الاله سبحانه و تعالى...
و كل صاحب عقل يدعي انه مكان الاله فهو كاذب...
لكن كل صاحب عقل يستطيع ان يدعي انه اقرب للاله يعني اقرب للحكم بانه افضل و اصح...هذا حقه...لكن واجبه ان ينجح في التاثير على العقول الاخرى بما يطوعها باتباع نموذجه الاقرب الى الاله يعني الاصح...
ستظل باستمرار هناك مسافة كبيرة بين حاكمية الاله و بين اقرب عقل لها و بالتالي سيظل المجال مفتوحا باستمرار لاختلاف البشر... لان اعلاهم بالقياس الى المطلق ناقص...!
امن بانك اقرب للحق...
مارس ما تؤمن به...
ادع غيرك الى ما تؤمن به...
لكن اياك ان تتصور مهما كنت انك انت نفسك الحق نفسه...
و اياك ان تحرم غيرك من ممارسة ما يؤمن به...
و اياك ان تتصور ان الدعوة بالقهر تعد دعوة من الاساس...
و الله اعلم...
الاستشارات الطبية هنا
Saturday, December 27, 2014
صور جنسية...!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment