Monday, March 23, 2015

فضيلة التعايش...

حقبة التسلط الامريكي على العالم اثارت قطبية جديدة في الفكر الانساني...
قطب يدعو للانصهار الانساني الكامل في قالب موحد يزيل كل الفوارق من كل نوع بين كل البشر....
و قطب يدعو للنقاوة الكاملة و التفرد الخالص للمجتمعات البشرية مهما بلغ حجمها او سبب تفردها...
راينا امريكا تبشر بالعولمة globalization بموديلاتها المختلفة كالديمقراطية و اتفاقية الجات و غيرها و التي تدعو جميعها بشكل او باخر لالغاء الاديان و الاعراق و المذاهب السياسية و الفكرية و الانماط الاقتصادية و غيرها بحيث يصب الكل في قالب جديد موحد...
و راينا اخرين يبشرون بنقاوة الدين عندهم وحدهم او نقاوة العرق و النسب او نقاوة المذهب الفكري او غيرها حتى وصلنا او كدنا لمرحلة مجتمع القبيلة المنغلق على نفسه في كل شيء و العنصري في تركيبته سواء بوعي او بدون...
و كما تعلمنا دائما...
الفضيلة هي الوسط بين نقيضين...
و عليه فان الفضيلة هنا هي وسط بين فكرة النقاوة العنصرية في اي شيء و بين فكرة الانصهار الكامل الذي يلغي الذاتية بالكامل...
وسط اسمه التعايش...
القدرة على الاحتفاظ بثوابت ترسم صورة الذات و في نفس الوقت القدرة على مرونة التواصل مع الاخر و الاكتساب منه او اعطاءه...
البشرية احوج ما تكون حاليا لهذه الفضيلة...

0 comments: