Friday, December 1, 2017

الموت فنان...!

الموت فنان مبدع!


الموت (في العادة) فنان يرسم لوحته المرعبة بلمسات متتالية على جسد الإنسان. محترف في استخدام الألوان يعرف أين و متى و كيف يضع فرشاته. تجده مثلاً يبدل سواد الشعر ببياض و و بياض الأسنان بظلمة الفراغ فيحول شاباً لشيخ و عروساً لعجوز !
هو أيضاً نحات قابض تماماً على أدواته يجيد التحكم في المادة و يعرف أين و كيف يسيطر على الفراغ.
تراه يقوس ظهرا طالما استقام و ينحت جلد وجه طالما تمتع بالنعومة بالتجاعيد الغائرة و هو لا يكتفي بالظاهر بل ينفذ إلى داخل الجسد بلطف خفي فيعبث بهذا العضو أو ذاك فيكبر حجمه أو يقلص منه و ربما سد مجرى هذا الشريان أو جاره ليرى بعده لونا جديدا أو يطرب بسماع أنين فريد.
الموت واثق من تمام لوحته مهما حاولت أن تفسدها عليه. 
ما دام بدأها فسيتمها...!
كل ما تفعله محاولاتك هو أن تؤجل تمام اللوحة عساها لا تكتمل إلا بعد أن تكمل أنت استعدادك لما بعدها و سعادتك بما قبلها.
قد تربح السباق مبكرا فيكون موعد تمام اللوحة أو الانتهاء من المنحوتة غير ذي بال لك.
و قد تتغافل عنه فيفاجئك الفنان بأنه انتهى منها أو منك و أنت بعد لم تنته مما عليك أو لك.
أحيانا يكون الفنان (على غير عادته) مجنونا عجولا فيقرر أن ينهي لوحته بضربة واحدة من فرشاته ليضع الكل أمام قسوة الفراق و ألم البين. لا أحد يستطيع التحكم في سلوكه و لا هو نفسه حتى!
الموت هو أفضل مسوق للحياة على رخص بضاعتها! يبيعها لك بالنفور منه هو و لو تركك ما شريتها أبداً! ذكي يعرف كيف يثير انتباه الزبائن و يدفعهم للبحث عن سلعة الحياة و التفاني في طلبها و التعجل في الحصول عليها و الهلاك طلباً لدوامها! تاجر ماهر لكنه غير أمين يطلب من الناس شراء سلعة لا تنفع و بيع الغالي للحصول على الرخيص!
الموت شئت أم أبيت فنان موهوب و تاجر رابح دائماً!
إذا اعجبتك الفكرة لا تمت الآن من فضلك لكن انضم أولاً لقناتنا على اليوتيوب و بعدها لكل حادث حديث!

0 comments: