قصص الانبياء وردت في القران الكريم...
اخر رسائل السماء الى الارض...
الرسالة المضمونة البقاء الى يوم يبعثون...
اذن لابد ان يكون وراء ذكرها هدف ابعد من مجرد السلوان او التصبر بذكر تاريخ السابقين او حتى باخبار عن اللاحقين...
و اعمق من مجرد التسلية او رياضة الخيال...
من هذا المنطلق نحاول ان نستخلص منها عبر نافعة و دروس مفيدة لنا...
لنا نحن...في زماننا هذا...
نوح عليه السلام...
كم تصبر على طاعة امر الله لك ؟!
لو امرك الله تعالى بامر فبعد كم من الوقت تزهد في تنفيذه و تتراخى في طاعته او ربما تتوقف عنه تماما...؟!
هل تصبر على طاعة اي امر لمدة تسعمائة و خمسين (يوم) متتالية...
طيب لو تسعمائة و خمسين (اسبوع)...
طيب لو (شهر)...
طيب لو (عام) ؟!
نوح صبر على دعوة قومه الف سنة الا خمسين....
طيب ماذا لو كان تنفيذ الامر الصادر لك لا يتم الا في بيئة شديدة الرفض له...؟!
ماذا لو كان في بيئة معاندة لا تتحمل لك صوتا و لا صورة ...؟!
ماذا لو كان في بيئة معادية لك الى حد اهانتك ...؟!
نوح صبر على دعوة قوم لمدة تسعمائة و خمسين عام ...قوم كانوا يسدون اذانهم باصابعهم و يغطون اعينهم بملابسهم حين يسمعونه او يرونه...قوم كانوا يسخرون منه و يستهزئون بقوله و فعله...قوم قالوها له صراحة...هات م الاخر....اتنا بما تعدنا...حتى لو الموت...لو العذاب....لو الفناء و الابادة....
قوم عاندوه لدرجة انهم و هم يرون الموت غرقا كما توعدهم هو فضلوا الموت على الحياة و ابوا ان يركبوا معه في سفينة النجاة الوحيدة فوق ظهر الارض لانه كان صانعها و قائدها....!!!
هل حدث مرة ان قلبك تالم و سال حزنا لان زوجتك غير مطيعة او ابنك عاص لك...؟!
و هل انت نبي من انبياء الله كنوح مثلا...؟!
نوح عصته زوجته و ابنه في الامر بطاعة الله...و رفضا حتى ركوب السفينة معه للنجاة من الغرق...
كم مرة خالفك ابنك و جادلك جدالا عقيما و عاندك عنادا شديدا رغم انك تحبه و تشفق عليه و تتمنى له كل الخير...؟!
نوح ابنه لم يؤمن و ظل حتى اللحظة الاخيرة كذلك...و حين استعطفه ابوه و طلب منه الركوب في السفينة و النجاة من الموت و الكفر معا....كان جدال الابن و عناده اكبر من عاطفة البنوة او الخوف على البقاء...رد على ابيه ردا ساذجا في وقت لا يحتمل السذاجة...
قال ساوي الى جبل يعصمني من الماء...!
اذا كان الموج الهادر نفسه قد صار مثل الجبل في ارتفاعه عن سطح الماء...فاي جبل هذا الذي سيعصم من امر الله باغراق العصاة...؟!
هل لك صنعة...حرفة....مهنة...؟!
هل تتقنها ؟!
هل تتقنها لدرجة انك قد تكون منقذ البشرية بل و الحياة كلها ....المنقذ الوحيد اذا مارستها ؟!
نبي الله نوح علمه ربه النجارة....و بها صنع السفينة التي حفظت البشرية و الحياة فوق الارض....و انقذت البشرية من طوفان اباد كل من لم يكن على متنها...فاي اتقان هذا و على عين من كانت الصنعة ؟!!
هل لك قلب يقظ يراقب اشارات الله التي يغفل عنها الخلق...؟!
هل تلاحظ التناقضات التي قد تخفي ورائها كوارث و التي يستهتر بها غيرك...؟!
نوح التقط الاشارة بقرب الفيضان حين امتلا التنور الذي يطهو فيه الطعام بالماء و فاض خارجا منه...فار التنور...
اذا كان الفرن المفترض فيه الحر و اللهيب قد بدا يضخ الماء فما المنتظر...!
اشارة لا يلتقطها الا اليقظ....
هل لاحظت ان الدنيا فيها عقاب للعصاة و ثواب للطائعين...؟!
ام انك تتصور ان الثواب و العقاب لن يكونا الا في الاخرة فقط ؟!
هل تتصور ان العقاب قد يكون قاسيا...جدا...بدرجة قسوة القلب التي عليها العصاة...ام انك ممن غرهم الغرور ابليس عليه لعنة الله برحمة الله و حلمه ...؟!
عوقب قوم نوح العصاة بالابادة الجماعية و التطهير الكامل الى درجة التعقيم...!
نعم...ابيد العصاة و كل انواع الحياة حولهم و معهم...ابيدوا تماما...الكل...
هل لاحظت ان عقاب المولى تعالى لا يحتاج لتقنية (تكنولوجيا) من التي تسميها انت معقدة او متقدمة ؟!
الامر بابادة الحياة في زمان نوح (اللهم الا المؤمنين) لم يستلزم تطوير اسلحة فتاكة و لا تقنية اقمار صناعية و لا علم بالذرة و لا غيرها ...
الامر استلزم الماء...
الماء فقط...!!!!
نعم الماء الذي منه كل شيء حي هو نفسه الذي اباد كل شيء حي وقتها...!
الماء الذي يعز و يندر في بيئة الصحراء هو نفسه الذي تدفق و انصب حتى اغرق و قتل كل صور الحياة فوق الارض اللهم الا من في سفينة نوح....
العقاب الالهي مخيف و مهول و لا يحتاج لتعقيدات تفكيرك....!!!
الا فاعتبروا يا اولي الابصار....
#في_قصصهم_عبرة
0 comments:
Post a Comment