لو غفوت عن الشرق الأوسط سويعات فإنك لن تستيقظ إلا على المزعج القاسي من الأخبار...و إذا حاولت أن تتغافل عنها عمداً فستجدها تطرق بابك بكل فظاظة...! و لو قررت الهرب منها بتغيير المكان لوجدت أنها حجزت كل المقاعد في كل الرحلات ...! و لو قررت العودة إلى النوم فلن تجد إليه سبيلاً...! أخبار و معلومات تغمر العقول بالكم الكبير و هذا وحده كفيل بشل التفكير...
ثم بالكيف المحير الذي لا يسهل معه الفهم أو التحليل و بالتالي الوصول لرأي صحيح و من ثم سلوك صحيح...
تداخلت الدنيا في الآخرة و الماضي في المستقبل و السياسة في الدين و المال في الأخلاق و اهتزت الثوابت و طاشت الموازين و أتلفت المعايير فما عاد أحد يصدق أحداً و لا عاد أحد يرضى من أحد بشيء...
هل هو الربيع العربي...؟ أم هي الفوضى الخلاقة التي أتت بالخريف العربي...؟!
هل هي مؤامرة...؟! أم هي ثورات شعوب حرة أبت إلا أن تحصل على حقوقها بالكامل...؟!
هل نحن على أعتاب حرب...؟ أم نحن آمنون خلف جيش و معاهدات...؟
هل المستقبل سيكون أفضل...؟ أم لن يكون هناك مستقبل على الإطلاق...؟!
الصواب عندي في هذا الضباب الذي تعز معه رؤية مكان الحق هو ألا تستمر في السير بل أن تتوقف لحين تتضح لك الرؤية...توقف عن الجدل و المراء و معارض الفصاحة و دكاكين البلاغة التي تحولت إلى بلاهة...
لا تقف ما ليس لك به علم...لا تبدي رأيك إلا إذا كنت خبيراً فيما تتكلم عنه...و عدا هذا اكتف بإحالة الأمر لمن هو أعلم منك فيه...
ركز في عملك و أتقنه و طور نفسك فيه و حاول أن تبلغ فيه القمة و أن ترقى فيه لمصاف النابغين المبدعين...و دع غيرك يفعل الشيء نفسه في عمله...دع ما يريبك إلى ما لا يريبك...
تكلم فيما أنت منه متأكد لأنك عالم من علماءه...و اترك ما عداه لعلماء آخرين...
لا تتوقف عند الماضي أبداً و لو كان اللحظة الماضية...لا تفعل كبعضهم أولئك الذين توقفوا عند الماضي حتى ابتلعهم فصاروا أقرب لتحف أو آثار متحركة...!
فكر في مستقبل أفضل في الدنيا فبهذا نعمرها و لا تنسى أن هناك مستقبلاً أبعد في الآخرة و أنه لن يكون أفضل إلا لو عمرنا الدنيا بكل الخير و نزعنا منها كل الشر...
لا تحمل نفسك ما فوق طاقتها...و لا تضع عنها ما يجب عليها أن تحمله...حملك هو عملك...و عمل الناس فوق طاقتك أنت...
ابدأ بنفسك....
الآن...
0 comments:
Post a Comment