Saturday, October 18, 2014

الخيانة في الحب...!

هل يمكن تقنين العلاقة بين الرجل و المرأة (خارج) قالب الزواج...؟!
الواقع أن الزواج نفسه هو أحد القوالب التي تحاول أن تستوعب العلاقة بين الرجل و المرأة و تصوغها في شكل مقبول اجتماعياً و في تنظيم يؤدي في النهاية لتحمل مسئوليات بناء أسرة ثم مجتمع بالكامل...
و لهذا فالزواج لا ينظر للعلاقة بين الرجل و المرأة من زاوية واحدة فقط (زاوية الجنس مثلاً) بل من كل زوايا هذه العلاقة وآثارها و التعامل معها...
بالطبع يمكن أن تصاغ العلاقة بين الرجل و المرأة في قوالب أخرى (خارج) أو (خلاف) قالب الزواج و يكون لها تنظيمها...
فمثلاً يمكن صياغة العلاقة الجنسية المجردة من أي ارتباط آخر بين الرجل و المرأة في قوالب شتى...
قالب اسمه (الحرية الجنسية)...يعني لا ضوابط أو قيود اللهم إلا الرضا المتبادل...
قالب آخر اسمه (الدعارة المرخصة)...يعني تدفع المال مقابل الممارسة... 
الحب هو قالب وهمي افتراضي virtual للعلاقة بين الرجل و المرأة...
و لهذا فهو بلا أبعاد أو ملامح محددة...
هو كوهج النار أو كلهيب الشمس الحارق...الكل يحسه...يقترب منه أو يبتعد عنه...لكن لا يستطيع أن يصفه بدقة...لا يستطيع أن يحدد كميته أو كيفيته...
و هنا يكمن جمال الحب...إذ أنه يتخطى العقل و يغمر الحياة كلها...
و هنا أيضاً تكمن خطورة الحب...لأنه قالب من الوهم لا يستطيع أن يحتوي العلاقة بين الرجل و المرأة احتواءاً حقيقياً و من كل جوانبها...
و لأنه قالب من وهم فابعاده أيضاً وهمية و تخضع لخيال و تصور كل طرف من أطراف العلاقة بلا حدود...
إذا كان هو (يحبني) إذن فسيقوم ب (.........) و تضع بين القوسين من عندياتها ما تشاء...بصرف النظر عن كونه صحيحاً أو منطقياً أو......إلخ
و العكس صحيح أيضاً...
إذا كانت هي (تحبني) إذن فستقوم ب (..........) و هكذا...
 و بناء على هذه الافتراضات تقاس تصرفات الطرف الآخر...و يستنتج من هذا القياس مفاهيم مثل الخيانة أو الوفاء أو غيرها...و بالطبع كلها مفاهيم وهمية لأنها مستقاة من أصل وهمي...!!!
و الله أعلم...

0 comments: