الدين مكون هام جدا من الانسان...كل انسان...حتى من يدعي الالحاد او انكار الاديان...هو في الواقع يغطي شيئا موجودا او يغطي عينيه حتى لا يراه...!
اذا كان الجسد البشري تحت امرة و تصرف العقل البشري فمن الذي يامر العقل البشري و يتصرف فيه...؟!
الانسان تفصله عن الموت لحظة فاذا مرت وجدناه هو هو بين ايدينا بجسده لكن بلا عقل ...بلا افكار او مشاعر او سلوك...مجرد مادة كاي مادة اخرى حولنا...فاين ذهب العقل...؟!
الدين يريح كل انسان بتقديم اجابات عن اسئلة لا اجابات لها...
الدين...اي دين...له اسس و جذور تستقر فوق العقل البشري و تسيطر عليه و من ثم على الجسد و من ثم على مظاهر الحياة للفرد ثم للمجتمع...
اسس الدين هي:
العقيدة...او الفكرة التي نوقشت بعمق حتى اقتنع بها العقل تماما و التفا حول بعضهما البعض كطرفي حبل ليكونا عقدة واحدة يصعب فصل مكون من مكوناتها عن الاخر....
العقيدة امر باطن داخلي من الصعب استقصاءه كما من الصعب تغييره...
العبادة هي الاساس الثاني للدين...اي دين...و هي مبنية بشكل كامل على العقيدة...و لا تنفصل عنها لانها هي التعبير السلوكي عن تضافر العقل مع فكرة الدين...تعبيرا موجها الى الاله المقصود بالدين...
المعاملة و هي الاساس الثالث للدين...و هي مبنية ايضا بشكل كامل على العقيدة...و لا تنفصل عنها و هي ايضا تعبير سلوكي عنها لكنه موجه الى البيئة المحيطة بالانسان بكل مكوناتها....
من طبائع البشرية الكامنة في العقل....حب الرئاسة او القيادة...
و لا شك ان الدين الذي اختاره العقل ليكون قائدا له سيكون هو ايضا اختيار العقل نفسه لقيادة عقول الاخرين من البشر....
و بما ان العقل يحب القيادة و التوجيه و السيطرة فسيسعى لممارسة هذا الذي يحبه على العقول الاخرى حتى يقنعها باختياراته هو و اولها الدين...و هذا يسمى نشر الدين...
لكن ما هي الوسائل التي يسيطر بها عقل على عقل اخر....؟!!!
قديما كان البشر يحاول ان يسيطر على العقل بان يحاول ان يسيطر على الجسد بالقوة....القوة الخشنة...و هذه بلغت مداها في التطور حتى ان البشر يعلنون اليوم انهم اصبحوا قادرين على انهاء الحياة الدنيا بالكامل...!
او هكذا يتصورون...
و مؤخرا ادرك البشر ان هذا النوع من السيطرة نوع فاشل....!
لانه يؤدي لنتائج عكسية و مخاطر كبيرة على مستخدميه...
فلجا البشر الى محاولات السيطرة على العقل نفسه..هذه المرة بوسائل تعتمد على دراسته و فهمه و التواصل معه...اسموها القوة الناعمة....
تمييزا لها عن القوة الغاشمة او الخشنة....
شملت ادوات او اسلحة الحرب بالقوة الناعمة اشياء كثيرة منها الاعلام و التعليم و غيرها....ادوات تتحكم بالاساس في مدخلات العقل البشري و من ثم في مخرجاته من افكار و مشاعر و سلوك....و من ثم في اختياراته...و على راس هذه الاختيارات...دينه الذي يفترض ان يقود عقله باختيار عقله...!
اذن اصبحت الدعوة للدين او لنشر الدين...اي دين....تعتمد القوة الناعمة لانها اكثر كفاءة فاعلية و اقل تكلفة و مخاطرة قياسا على القوة الغاشمة او الخشنة او الحربية....
و للاسف ابتلينا مؤخرا باناس يدعون وصلا بالاسلام و حبا له و دعوة اليه و رغبة في نشره او رد المؤمنين به اليه او ما الى ذلك....
ابتلينا بهم لانهم حتى و ان صحت مراميهم الا ان الوسيلة قصرت بهم و ضل سعيهم و هم يحسبون انهم يحسنون بالاسلام صنعا...!
رفعوا السلاح و نشروا الرعب والفوضى و زعموا ان زمان الجهاد عاد و انه لا جهاد الا بالسلاح....و فاتهم ما اسهبنا في شرحه من ان الجهاد اصبح في عالمنا بكل شيء الا السيف...!
الجهاد اصبح موجها للعقل لا للجسد...و السيف لا سلطان له على العقل...!
و يا حسرة على العباد...لما هبطوا دركة اخرى من دركات الجهل....رفعوا السلاح على من يشاركونهم الدين نفسه...!
و قالوا هذا اصلاح لاهل الدين...و دعوة لغيرهم....!
افرايتم ما تخربون...؟!
اانتم تصلحون...؟!!
االى الدين تدعون...؟!!!
ما لكم كيف تحكمون...؟!!!
افيقوا يرحمكم الله....
اتركوا السلاح....و هبوا الى لغة العقل....و فروا الى الله بالصلاة...
و الله اعلم....
0 comments:
Post a Comment