Wednesday, August 20, 2014

خطا المقدس و الغير مقدس في القضية الفلسطينية...


الخطا هو رفع الصراع من المستوى الدنيوي الى المستوى الديني...
ثم توالت مضاعفات لا تقل خطورة فوق هذا الخطا...
و الواقع ان هناك مناطق صراع كثيرة حول العالم و كثير منها يتضمن مسلمين في طرف منه...
في اسيا وحدها هناك...في الفلبين...الصين...الهند....جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة...و غير ذلك...
اي من هذه الصراعات ضد الاسلام نفسه كدين (و بالتالي هي مقدسة) و ايها ضد بعض المسلمين (و بالتالي فهي تبحث عن مجرد تطبيق العدالة و لا مقدس فيها)...؟!
منطقي الا يكون كل صراع احد اطرافه مسلم هو صراع مقدس...!
المسلم نفسه غير معصوم من الخطا و لا من الخطيئة...مهما كان...و بالتالي فمجرد كونه طرف في صراع لا يعني قدسية هذا الصراع...!
المسلم نفسه غير مقدس مهما كان...و هو قابل لان يخطيء و لان يحاسب و لان يعاقب...
لاحظ ان بعض المسلمين حين دخلوا في صراع ما و لم يستطيعوا مجابهته طوروه من مجرد صراع دنيوي قابل للوقوع بين اي اطراف بشرية بغض النظر عن دينها الى صراع ديني (مقدس) بغية تعديل الدفة باتجاه النصر...!
الثغرة العقائدية هنا هي ان يتحول الدين الى قبيلة يتداعى ابناؤها لنصرة اخيهم ظالما او مظلوما...حمية جاهلية و هجرة في سبيل دنيا يصيبونها او جهاد نكاح من اياه...
الاسلام دين لا يعرف شروطا عنصرية للدخول فيه و يسوي بين كل من دخل فيه بمجرد الدخول فيه و يقيم العدل في كل قضية بغض النظر عن اطراف التقاضي...
اما العصبية القبلية فعلى النقيض من هذا ...القبلية لا تعرف الا عنصرية النسب و صلة الدم و لا يستوي عندها ابن القبيلة بابن الناس الاخرين و لا تعترف في اي قضية الا بالحق الذي لها دون الحق الذي عليها...
و من هنا...
كونك فلسطيني لا يعطيك اي قدسية فردية او جماعية...بل يصح في حقك (و لو  كنت مسلما) ما يصح في حق غيرك من امكانية الخطا و الحساب و العقاب...
حتى لو كان المتصارع معك يهودي...؟!!! اي نعم...لو اخطات انت و اصاب اليهودي وجب علينا كمسلمين انصاف اليهودي منك...!
و لنا في قضية درع الامام علي بن ابي طالب مع اليهودي امام عمر بن الخطاب افضل مثال...
و الحق اننا حولنا الصراع الدنيوي على ارض فلسطين التاريخية اولا الى صراع قومي بين القومية العربية و القومية اليهودية ابان حقبة الستينات...بينما اليهود اتوا من قوميات مختلفة و كثير منها ليس معاديا اصلا للعروبة...! ناهيك ان العرب انفسهم ليسوا كلهم عرب (كما نلاحظ اليوم من اكراد العراق و افارقة جنوب السودان مثلا...) بل ان بعض العرب نسبا و صهرا يكرهون العرب و العروبة اكثر مما يكرهها ذووا القوميات الاخرى...!
و لما فشلت النقلة القومية في حسم الصراع انتقلنا الى النقلة الدينية و كاننا اكتشفنا فجاة اننا مسلمين (و نسينا ان بيننا اصحاب عقائد اخرى و ان المسلمين انفسهم مقسمون الى شيعة و سنة من قبل ظهور الصراع على ارض فلسطين)...او كاننا اكتشفنا ان الطرف الاخر في الصراع معنا يهودي فاتجهنا لمحاكاته (رغم كون اليهودية ايضا طوائف متعددة و بعضها يؤيد موقفنا في الصراع...!) ...
و بلغنا ذروة التخريف في النقلة الدينية هذه حين اسمينا كل (صايع) مجاهد و كل رئيس عصابة او شيخ قبيلة (زعيم و قائد) و كل (شيخ منصر) فقيه ...و كل قتيل شهيد و....الخ
و ها هي الاخرى في طريقها الى الفشل و السقوط ككل الاباطيل...لكن خطرها الاعظم انها اضرت بالاسلام نفسه كما اضرت اكذوبة القومية من قبلها بالعروبة...
و الصواب في تقديري هو:
ان الصراع بين سكان المنطقة العربية و بين المستعمرين الجدد في اسرائيل هو صراع دنيوي بالاساس يحكمه قانون القوة و المصالح و ان اي ابعاد اخرى هي مجرد خلفيات تختلف من زاوية رؤية كل انسان في كل جانب من جوانب الصراع...و لم و لا و لن يحسم هذا الصراع الا الطرف الاقوى باسباب الدنيا و حساباتها و مصالحها...و ان على كل صاحب انتماء ان ينتصر لانتماءه بان يكون الاقوى اخذا بهذه الاسباب و ليس الاقوى انتماءا بمجرد الادعاء او المظاهر...!

0 comments: