Thursday, August 21, 2014

هل يكفي انقطاع الكهرباء للثورة على السيسي؟

نعم هناك ازمة كهرباء و ازمة مياه و ارتفاع اسعار و نقص في السلع و...و...الخ
و الاتجاه ان هذه الازمات ستتصاعد هو اتجاه متوقع جدا لاسباب مختلفة...

و اذا كان وزير الكهرباء صرح بان ازمة الكهرباء ستنتهي في اربعة سنوات فكما يقول المصريون (يا مين يعيش؟!) ...يعني من يضمن الوفاء بهذا الوعد؟ ثم كيف سندير حياتنا في هذه السنوات الاربع على فرض اننا صدقنا الوعد؟
نعم حال الكهرباء تحديدا الان اسوا فعلا من حالها ايام الاخ مرسي...
لكن من ينكر ان الشعب ثار على مبارك الذي كانت الكهرباء في عهده افضل منها في عهد مرسي...
ربما تكون صناعة الازمات الداخلية بالوانها المختلفة طريقة لاستثارة الشعوب كي تسقط حكامها خاصة اذا كان الحاكم قويا او مدعوما بسبب من اسباب القوة تجعله يستعصي على السقوط من الخارج...
لكن الشاهد هنا ان الشعب المصري لم يثر ضد مبارك بسبب الازمات الداخلية وحدها بل بسبب ضعف مواقفه الخارجية ايضا بل لعلي اكون منصفا لو قلت ان مبارك كان حريصا جدا الا تصل الازمات الداخلية الى القدر الكافي لاسقاطه و ربما ضحى بمواقفه الخارجية كثيرا مقابل هذا...
و لعلي لا ابالغ ايضا لو قلت ان مرسي سار على خط مبارك و زايد عليه بان قبل ما لم يقبله مبارك من التنازل عن الارض او تغيير الحدود السياسية او استعمار الجماعات المتطرفة لاراض مصرية ...الخ و ايضا مقابل نفس الثمن و هو السيطرة على الازمات الداخلية حتى لا تسقطه....
ما اسهل ان ينسب الحاكم الازمة لمن سبقه او للضغوط الخارجية (و لو كان هذا صحيحا) و الحل (و لو مؤقتا و سطحيا) لنفسه...لكن ما اصعب ان يهزم الشعب الازمة بالصبر و الابتكار و العلم و التحدي و ان يمتلك القائد شجاعة مواجهة الشعب بالحقيقة...حقيقة الداخل و حقيقة الخارج...
حقيقة الداخل التي مفادها اننا بحاجة لمعجزة تحيي موات امة الفت مخدر المنح و المساعدات حتى صارت تستنكف العمل و تنفر من الكفاح...! و حتى تحولت لمدمن هالك العافية ضعيف البنيان بحاجة لمقويات و مغذيات بينما مطلوب منه القيام بعمل شاق لا يقوم به او يقوى عليه الا الصحيح الشديد...!
و حقيقة الخارج الذي كان يشتري مواقفنا المنبطحة المستسلمة مقابل المخدرات التي يسميها هو مساعدات او معونة...و كيف اننا افقنا من غيبوبة المعونة اللذيذة على صفعات الاهانة بقطعها او ركلات الذل بتهديد امننا و سلامة اراضينا و شعبنا ان مللنا الانبطاح...
حقيقة اننا امام معجزة حتمية علينا ان نصنعها نحن او ان نموت و ينتهي ذكرنا في كتاب الحضارة و التاريخ....
ان نستنهض هممنا و ننكر ذواتنا و نهزم الامنا و نؤدي في الملعب و نحن ناقصي العدد افضل مما نؤدي و نحن مكتملي العدد بل و افضل من خصمنا المكتمل القوي بل و ان نهزمه بفارق اهداف يريحنا لاحقا في المباريات القادمة...!
نحن فعلناها من قبل كثيرا في تاريخنا....و اجدادنا تركوها لنا ذكرى للذاكرين...فهل سنفعل شيء نتركه نحن ايضا لاحفادنا ؟!
ان الثورة على السيسي كما يحلم بها الاخوة و غيرهم بسبب الازمات الداخلية امر لا خير فيه للامة المصرية من قريب او بعيد ذلك انه لن يحل الازمات او يعجل بحلها بل العكس تماما هو ما سيحدث و ستتفاقم الازمات و تسقط و تقسم الدولة و هذا عين المرجو من الاخوة و من غيرهم لعلهم يجدون حلا لاهلهم و عشيرتهم في فلسطين او غيرها...او لعلهم يقيمون خلافة الاسلام على بضع كيلومترات مسروقة من هذه الدولة او تلك ...او لعلهم يرضون بداوتهم و تمردهم بالحياة في جيتو خاص بهم لا يشاركهم او يجاورهم فيه الا واحد منهم...
اما نحن فدعونا نفكر في الحلول و نطبقها بدل ان نكون ادوات لخلق الازمات او لتفاقمها...
دعونا نركز على البناء و لا نرى الا الهدف...النصر.

0 comments: