Monday, September 1, 2014

لسة باكون نفسي...!


في المسرحية...ظهر العجوز في حوار مع ابطال العمل...سالوه عن زواجه فقال: (لسة باكون نفسي...!) يعني لا زلت اعمل و اكدح و اجمع المال حتى استطيع الباءة و اقدر على تحمل تبعات الزواج...
المضحك ان العجوز يعمل للمستقبل بينما هو لا مستقبل له في تقدير الضاحكين...!
كم بقي من عمر هذا الشيخ الفان ذي الستين او السبعين عام حتى يكدح من اجله...؟!
كم هو ساذج اذا تصور ان هناك غد يستحق ان يتعب من اجل بناءه اليوم...؟!
السؤال لك انت:
و كم بقي لك انت يا ذا العشرين و الثلاثين و الاربعين...؟!
ان المسافة بينك و بين صاحبنا ليست كبيرة كما تتوهم...و المستقبل الذي تراه عندك باتساع الافق و عنده اضيق من سم الخياط ليس كذلك...فعشرون او ثلاثون او اربعون عاما في الدنيا ليست بالكم الكبير الذي تتخيله...هذا بفرض انك ضمنت لنفسك هذه السنين و ضمنت الا يعيش هو اكثر منها...!
كلنا يا عزيزي هذا العجوز صاحب الامل اللامنتهي في العمر و الصحة و الدنيا و...و...
و كلنا نستحق ان نضحك من بعضنا و من املنا هذا مهما كانت اعمارنا...
و مع هذا فالامل جميل و لولاه لما راقت الدنيا لحي...
ان الاولى بنا ان نتشبه بهذا العجوز صاحب الامل الكبير كي يستحث هذا هممنا و عملنا و عمارتنا للحياة...لكن اللائق بنا ايضا حين نصفو لانفسنا و نخلو بارواحنا ان نضحك جميعا من سذاجة عقولنا التي نجحنا في تشغيلها بالامل حتى لا تصدا بالياس و غذيناها بالمستقبل حتى لا تتضور حنينا الى الماضي...
الامل في المستقبل يا سادة حق لكل حي و ان كان اليقين بقرب الاجل واجب على كل عاقل...و الله اعلم.

0 comments: