مسالة قطع الرؤوس و التمثيل بجثث الموتى هي من قبيل السلوك المرضي الشاذ المقصود منه ارهاب الاحياء...اما الاموات فلا يرهبون...!
فمن المعلوم ان هوام القبر و حشراته و ميكروباته اشد فتكا بالجثث من اي تمثيل يرتكبه البشر باي جثة...و اسالوا اهل الطب الشرعي و من يخالطهم في المهنة لتتاكدوا من هذا...
الانسان اذا مات اصبح جسده مجرد مادة قابلة للتدوير في الكون من جديد لينتفع بها الاحياء من بعده...اليس ماء الجسد الذي هو ثلثي الوزن يتبخر من الجثة بعد الوفاة...فاين يذهب...؟! و كذلك ينتفع الكون بكل ما في الجثة من خلال اعادة التدوير او التحلل الذي يحدث في القبر و لذا لو فتحت قبرا بعد سنين من الدفن لوجدت ذكريات هامشية من الجسد او ربما لا تجد شيء...! فاين ذهبت الجثة ...؟!
اذن لو انك قتلت عدو لك فبمجرد مفارقته للحياة لم يعد هناك معنى علمي او عملي للعبث بالجثة تمثيلا او تشويها او حرقا او ممارسة جنسية (يحدث في حالات معينة) او غيرها...
لم يعد هناك معنى لما تفعله انت بالنسبة للجثة....
لكن المعنى موجود بالنسبة لك انت ايها الحي بكل تاكيد...
ما دلالة هذا السلوك عندك انت يا من تقطع رؤوس الجثث او تمثل بها ؟!
ان كنت تعبر عن كرهك للمقتول فقد انتهى هذا بقتله...!
ان كنت تعبر عن قدرتك عليه بعد موته فانت مسكين لان الميت لا يملك من امر جثته شيء...!
ان كنت تخيف غيره بمصيره فهو مسكين ان خاف مريض عقلي يلهو بلحم بشري بال...و هو مسكين ان لم يعد لك ما يردعك فورا...و قد يجر هذا عليك معاملة بالمثل و ينقلب السحر على الساحر....
ان كنت تعبر عن دين او عقيدة فاي دين هذا الذي لا يحترم صنعة الخالق سبحانه و يلهو او يعبث او يشوه فيها و هو عاجز حتى عن تفهم كامل عظمة صنعها...؟!
بلغني ان في الاسلام كسر عظم الميت ككسر عظمه حيا...من شدة الحفاظ على صنعة الله تعالى و احترام قدرته سبحانه و احترام مشاعر الاحياء...فمؤكد انه ابتداء ليس في الاسلام تمثيل بالجثث...و ان كان هذا قد صدر فعلا من بعض المسلمين...كمثل ما قام به قطز من قطع رؤوس رسل التتار و تعليقها على البوابات انتقاما منهم و تخويفا لهم...لكنه خطا لا يقره الاسلام...
احترام جثة الميت لا ينفعها هي مثلما ان اهانتها لا يضرها هي...لكن السلوك تجاهها هو مما يعبر عمن يقوم به لينفع او يضر نفسه او غيره من الاحياء...
و الله اعلم...
Friday, September 12, 2014
قطع الرؤوس و التمثيل بالجثث...مرض لا عقيدة ...
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment