Wednesday, April 23, 2014

شم النسيم رؤية بعينين مختلفتين



كنت أستطيع في ذكرى شم النسيم أن أتعرض لموقف الإسلام من الاحتفال بأعياد غير المسلمين خاصة ما فيه مساس صارخ بالعقيدة الإسلامية كمثل أن المسيح عليه السلام نبي الله و رسوله هو الله أو أن الله سبحانه يتجسد أو يقتل ثم يظل ميتاً ثم يبعث نفسه إلى غير ذلك مما أشيع ذلك اليوم...
كنت أستطيع أن أتعرض لسلبيات الأكلات الاحتفالية المشهور بها هذا اليوم (كالفسيخ و الملوحة و غيرها) و أثرها على الصحة و تحذير وزارة الصحة منها و دور الدولة في منع تداولها بالقوة ما دامت حذرت من أكلها لأنها تميت أو تصيب بالشلل
كنت أستطيع أن أتعرض لجدليات تناقش أصل و معنى تلوين البيض في هذا اليوم أو لسلوكيات المصريين التي تحتاج للتهذيب في هذا اليوم من مثل الإضرار بالحدائق و النظافة العامة و غيرها...
كنت أستطيع أن أنقل صورة الأسر المصرية و هي تفترش الأرض في المتنزهات جلوساً على ملاءات السرير و تحتمي من حر الشمس بها أيضاً في مشهد يثير الشفقة و العجب معاً مثلما يثير التساؤل عن استعداد هذه الأماكن لاستقبال الزوار و توفير المظلات و أماكن الجلوس اللائقة بالبشر...
كنت أستطيع أن أصف الحدائق التي بلا زهور اللهم إلا ما نبت منها عشوائياً و الحدائق التي تم تكسير تماثيلها التاريخية  و مبانيها الزجاجية و الخشبية فأصبحت أطلالاً حزينة و لم تجد من يحميها أو يصلحها حتى الآن...
كنت أستطيع أن أصف الشوارع التي خلت عمداً من المارة في ذلك اليوم فيما يشبه المقاطعة الغير رسمية للاحتفال من جانب كبير من الناس سواء لاختلاف العقيدة أو للخوف من الإرهاب...
لم أفعل بالطبع...
آثرت أن أري الناس في نفس الموقف إيجابياته لا سلبياته...
نقلت لهم جمال المنظر العام دون الخوض في التفاصيل و قد كان المنظر العام جميلاً فعلاً...
حدثتهم عن حديقة جميلة و قديمة لها جانب تاريخي يحكي قصة وطن و لها جانب معاصر يمثل فرصة كامنة للوطن مثلما هو ملمح جميل للوطن...
رسمت بالكاميرا صورة فراشة جميلة تعانق زهرة يانعة ليتذوق الناس الجمال و رسمت صورة حيوان يلعب و آخر يأكل ليستشعر الناس مشاعر الحنو على الخلق علها تلفتهم للحنو على بعضهم البعض من باب أولى...
كلمت أخوتي في الوطن عن المشترك بيننا من حب الوطن و الرفق بالمخلوقات كلها و لم أنس أن اكلم أخوتي في الدين عن صحيح عقيدتنا و جوهرها لعلهم لا يسرفون...
هو نفس اليوم بجانبيه السلبي و الإيجابي لكن تناول الإيجابي ينميه و يصلح النفوس أما الأخرى فليست كلك و لذا كان تركها بالنسبة لي أفضل...
فما رأيكم دام فضلكم...؟!!!

Tuesday, April 22, 2014

حديقة أنطونيادس بالإسكندرية...






 

ككل بقعة في الإسكندرية هي ليست ما تراه عيناك فقط بل هي تاريخ تراكمت طبقاته بعضها فوق بعض الظاهر منها اليوم مجرد القشرة الخارجية أو الغلاف المعاصر أما تحت ذلك فقصص و حواديت كثيرة تحكي ذكرى تمتد لمئات بل آلاف السنين من حياة بشر عاشوا في مصر و في الإسكندرية و أحبوها و انتموا إليها و كانت هي الوطن و البيت و القصر و المزرعة و ...و كل شيء...
حديقة أنطونيادس سميت بهذا الاسم نسبة إلى جون أنطونيادس البارون اليوناني الذي امتلك هذه الحدائق و أوصى أن تنتقل لبلدية الإسكندرية بعد وفاته و بر ابنه بالوصية فعلاً...
الحديقة تاريخياً من أقدم حدائق مصر بل و العالم و يعود تاريخها للعصر البطلمي و كانت تعرف ب (جنات النعيم) و في القرن التاسع  عشر آلت ملكيتها لأحد اليونانيين و منه لمحمد علي باشا ثم الخديوي إسماعيل الذي عهد بتطويرها لفنان فرنسي كي تحاكي حدائق قصر فرساي التي ابهرته لما زار فرنسا قبل ذلك...الحديقة مقسمة لمجموعة حدائق منها حديقة المشاهير و بها تماثيل لماجلان و كولمبس و دي جاما و نلسون...و حديقة النزهة و حديقة الورد و غيرها...
الحديقة ملحق بها أيضاً مسرح أنطونيادس الذي شهد إقامة العديد من الحفلات الموسيقة و الغنائية 
الحديقة ملحق بها أيضاً قصر أنطونيادس الذي أقامه محمد علي باشا و شهد على مدار تاريخه أحداث سياسية هامة مثل توقيع اتفاقية الجلاء عن مصر عام 1936 م و الاجتماعات التحضيرية لتأسيس جامعة الدول العربية عام 1944 م كما أقان به العديد من الملوك و الأمراء أثناء زيارتهم لمصر...و حالياً انتقلت تبعية القصر لمكتبة الإسكندرية لتحويله لمركز ثقافي بحرمتوسطي و لا يزال تحت التطوير و الإعداد...
الحدائق مفتوحة للجمهور مقابل رسم دخول رمزي (حالياً جنيهان فقط)...و هي أحد متنفسات شعب الإسكندرية في المناسبات و الأعياد المختلفة و هي فرصة سياحية تحتاج للمزيد من اهتمام الدولة و تركيزها...

Monday, April 21, 2014

حلاوة روح...مصر...!

فيلم ليس الأول و لن يكون الأخير (في تقديري) لمنتج سينمائي يبحث عن الربح في زمن شعاره معاك قرش تساوي قرش و اللي تغلب به العب به...و هو تاجر لحوم (جزار) أصلاً و اللعب باللحم صنعته و المكسب هو الذي جعل اسمه معروفاً أكثر من اسم وزير الثقافة في زمانه ...!
مات الأديب الكولومبي الحاصل على نوبل في الأدب (جابرييل جارسيا ماركيز) إبان عرض الفيلم و لم يلتفت أحد لموته و أحسب أنه لم يلتفت أحد أيضاً لحياته في مصر التي عاشت سنين تحت حكم يقتل الموهبة و يطرد العقول و يجمع المال من حلال و حرام...!
عرض الفيلم فأثار ضجة و مات الأديب فلم يشعر أحد...!
موضوع الفيلم يا عزيزي موضوع شاذ منقول من قصة فيلم إيطالي أو هكذا اعترف المنتج من وراء حجاب...و شذوذه أنه يتناول ما يراه المراهق في أحلامه أو بالأحرى في احتلامه على أنه قصة واقعية تنسج حولها رواية كاملة...و من هنا ثار الجدل...
أول القصيدة حكمة تؤخذ من في المنتج و هي أنه لا يصح الحكم على فيلم ممن لم يشاهدوه و هذا صحيح...و إن كان عنوان جوابه يدل على محتواه فمادة الإعلان عن الفيلم وحدها من قصاصات دعائية و أغنية بصوت فنان شعبي على رقص ممثلة ترتدي فستان يصف و يكشف و يشف معاً هي كلها لا تدل على أن محتوى الفيلم يتحدث عن الفتوحات الإسلامية أو الكشوف الجغرافية في العصور الوسطى مثلاً...!
الفيلم مخصص للكبار فقط...بينما بطل الفيلم أو واحد من أبطاله طفل تباين غريب أليس كذلك...؟!
المنتج يقول أن الفيلم ليس به ما يخجل و لا ما يحرج فلماذا هو للكبار فقط إذن...؟!
المنتج يقول أن الفيلم يتعرض لظاهرة لا يخلو منها بيت و هي تلصص المراهقين على عورات النساء...و هل كل ما يحدث في البيوت أو لا تخلو منه البيوت يصح عرضه في الشوارع...؟!!!
المنتج يقول أن الفيلم ليس هو الوحيد الذي تعرض لمثل هذه الأشياء فأفلام غيره من قبل تناولت نفس الموضوع و لكن ربما بتركيز أقل و ضرب أمثلة من الأبيض و الأسود و أخرى ملونة...و هل ذيوع الخطأ يعني إقراره...؟!
المنتج يقول أن الدولة التي تتحدث عن حقوق الطفل و انتهاكاتها كان من الواجب عليها أن تتولى هي دورها في هذا فلا تحاسب غيرها بينما هي مقصرة بل أول المقصرين في كل حقوق الأطفال...و هذا على صحته لا يشفع له أن يزيد البلة طين فيفتح على أطفالنا جبهات جديدة من الانتهاكات و التعديات...!
المنتج يلمح لأنه وحده الذي ينتج سينما حالياً بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة و كأنه يمن علينا بتجارته في غرائزنا و هو الذي يتحدث عن خسائر بالملايين بسبب توقف عرض الفيلم (إذن هو كان سيربح الملايين هذه من عرض فيلمه يعني لا يتفضل علينا بالإتاج بل بالعكس هو يستغل غرائزنا ليتربح منها...!)...و غير هذا كلام كثير و ردود أكثر...و السبب هو وقف الفيلم بقرار من رئيس الوزراء...
حتى هذا القرار الممتاز من مسئول كبير يلتفت لأول مرة منذ زمن إلى أننا أصحاب أخلاق فوق كوننا أصحاب غرائز و مصالح لم يخل من النقد...
اللافت للنظر أن القرار كان من الممكن اتخاذه على مستوى تنفيذي أقل من رئيس الوزراء...أما ما تم فيدل على ضعف الدولة لا على قوة رئيس الوزراء...!
القرار كان فرصة للولوغ في وعاء السياسة لكل من سال لعابه أمام فرصة الحديث عن الحريات و الحقوق و الإبداع و ال....إلخ و نسوا أننا على مدار ثلاثين عام كنا نشاهد إنتاجهم و إبداعهم فلا يسمننا و لا يغنينا من جوع بل بالعكس لعله يسممنا و يتلف أفكارنا و مشاعرنا و سلوكياتنا...فلما أدمنا هذا الفساد الإبداعي عز علينا التخلص منه فتنادينا إلى تأييده بحجج فارغة و أسانيد باطلة...!
إن تباين المواقف من عرض هذا الفيلم ثم من وقفه لهي من أهم المؤشرات على ضعف و تفكك وتردد المجتمع المصري حالياً و هي الأمور التي نتمنى من الله تعالى أن يزيحها عن كواهلنا قريباً إن شاء الله...

Friday, April 18, 2014

ما الذي كان موصولا بين العرب ثم جاءت إسرائيل و قطعته..؟!

طالما سألت نفسي سؤال غريب:
ما الذي أزعج العرب من وجود إسرائيل..؟!
مؤكد أن العرب وجدوا في هذه المنطقة قبل أن توجد إسرائيل ذات الستة عقود من العمر...إسرائيل طرأت على العرب...العرب انزعجوا منها جداً...لماذا...؟!
ما المتعة التي كان يتمتع بها العرب ثم حرموها بسبب وجود إسرائيل ا..؟!
ما الألم الذي كان بعيداً عن العرب و تسببت لهم فيه إسرائيل...؟!
أعلم أن الصهاينة غرباء أتوا إلى المنطقة العربية من مشارق الأرض و مغاربها و أنهم ليسوا من العرب (بل ممن يحتقرون العرب)...لكن هذا ليس بجديد على العرب فمن قبل وفود الصهاينة عليهم كان صراعهم مشهود مع العثمانيين الأتراك و مع الاستعمار الإنجليزي و الفرنسي و الغربي عموماً فلماذا تولدت الحساسية الشديدة من اليهود الصهاينة بالذات..؟!
أعلم أن الصهاينة على غير دين الإسلام و هو الدين الغالب بين العرب...لكن الأوروبيين أيضاً لم يكونوا مسلمين...فلماذا تولدت الحساسية الشديدة من اليهود الصهاينة بالذات..؟!
ثم هل كان العرب قبل وفود الصهاينة على أراضيهم يداً واحدة كدولة أو كشعب أم أنهم كانوا ممزقين لأقاليم خاضعة للخلافة العثمانية أولاً ثم خاضعة للوصاية الاستعمارية بعد إسقاط الخلافة و لما استقلوا عن الاستعمار فضلوا أن يستقلوا فرادى لا كدولة أو شعب واحد و لم يسعوا للوحدة الجادة بعد هذا الاستقلال و رضوا منها بالأغنيات و الأمنيات فكان لدينا بعد التحرر العربي من الاستعمار ما يربو على العشرين دولة مستقلة ثم جامعة دول شكلية...! فلماذا إذن يعترضون على وجود إسرائيل و هي التي لم تفرق لهم شملاً أو تشتت لهم جمعاً...؟!!
أعلم أن الصهاينة خبثاء طامعون في الأرض و الثروة بل و الدنيا و الدين معاً...لكن أرض العرب في الوقت الحالي محتلة فعلياً من غير اليهود فهناك قواعد غربية في الخليج و احتلال إيراني لجزر إماراتية و أسباني لمناطق مغربية و ثروات العرب و على رأسها البترول معظمها أيضاً تحت يد الغرب و في اقتصاده و بنوكه...فلماذا هذه الحساسية الشديدة من طمع اليهود الصهاينة بالذات أليسوا مثل غيرهم...؟!!
تقديري أن العرب ارتقوا مرتقاً صعباً عليهم حين طالبوا بالاستقلال و الحرية و أنهم إذ حلموا بهذه الآمال العظيمة قد قصروا عن أن يصلوا إليها بسبب تخلفهم الحضاري عن ركب الذين كانوا يستعمرونهم و أنه لما تعذر على المستعمر الاستمرار في الاستعمار بالطريقة التقليدية ابتكر حلولاً بديلة كان منها الاستعمار الثقافي و الاقتصادي و غيرها و كان أيضاً منها الاستعمار بالوكالة و كانت إسرائيل أحد هؤلاء الوكلاء و العملاء للمستعمر...عميل مستورد...!
كل هذا أدركه العرب قبل غيرهم...
أدركوا أنهم ليسوا جديرين بعد بالحرية الكاملة و الاستقلال الكامل عمن استعمروهم قديماً...و أدركوا أن مستعمريهم قد وكلوا دورهم الخشن لإسرائيل و اكتفوا هم بممارسة القوة الناعمة و اللعب بالتحكم عن بعد...
من هنا صب العرب جام غضبهم على إسرائيل باعتبارها الإبرة التي تنغرس في لحمهم بينما جبنوا عن الغضب على الغرب الذي يغرسها أكثر و أكثر في لحمهم كل يوم و هم يعلمون و يتغافلون...!
أصبح العرب (يتشطرون على البردعة) لأنهم غير قادرين على (الحمار)...!
و لو كان العرب صادقين في طلب الحرية و الكرامة لكان غضبهم على أنفسهم أول الغضب و لبذلوا الغالي و الرخيص حتى يقفزوا فوق الهوة الحضارية بينهم و بين الغرب أولاً...ثم لصبوا غضبهم بعدها على الغرب الذي حرمهم التقدم و كان و لا زال يسطو على ثرواتهم ثم أخيراً على إسرائيل التي هي مجرد مخلب قط من السهل نزعه إذا مات القط أو شلت يده...!
يا عرب إسرائيل لا تمنع وحدتكم إن شئتم الوحدة بل بالعكس يفترض أن وجودها سبب لهذه الوحدة...
يا عرب إسرائيل تأتي في ترتيب العداوة و الخطورة بعد الغرب الذي زرعها و يرعاها فما لكم تتركون رأس الأفعى و تلهون مع ذيلها...؟!
يا عرب صلوا ما بينكم و لا تتدعوا كذباً أن إسرائيل هي التي قطعته...!
يا عرب أفيقوا يرحمكم الله...!

Monday, April 14, 2014

(أمازون) ليس فقط نهر من الماء العذب...!

أمازون
هو ثاني اكبر و أضخم أنهار الدنيا و أغزرها مياهاً و واديه و دلتاه أثرى منها جميعاً بالحياة و الطبيعة الخلابة...من هنا كانت فكرة (جيف بيزوس) في أن يستعير الاسم لعله يستعير معه النجاح و يتدفق المال و الشهرة و العلم و...و قد كان...!
(جيف بيزوس) هو الرجل الذي تراه يضحك في الصورة و حق له أن يضحك...أليس رجل الأعمال الناجح صاحب الملايين بل البلايين من الدولارات....؟!
هو صاحب و مؤسس موقع (أمازون) الشهير على النت (انقر هنا لزيارة موقع أمازون) ...الموقع الذي بدأه لبيع الكتب فقط و أصبح الآن واحد من أكبر الأسواق على الانترنت...نعم هناك أسواق على الانترنت...فيها تستطيع أن تشتري تقريباً أي شيء و كل شيء من الإبرة للصاروخ و اللي ما يشتري......يتفرج و يستمتع و يفهم و....أوه...روعة روعة...و متعة لا يدركها إلا من جربها...!
(جيف) أمريكي ولد في عام 1964 م و لم يستمر زواج أبيه و أمه إلا عام و نيف...بعده تزوجت أمه من المهاجر الكوبي (ميجيل بيزوس) و الذي منح جيف اسمه.....كانت اهتمامات جيف العلمية متفجرة منذ صباه و مراحل دراسته الأولى و بالفعل درس جيف الهندسة و الكمبيوتر في جامعة برينستون و تخرج منها و عمل في وال ستريت أولاً في مجال الكمبيوتر ثم مجال البنوك و سرعان ما ترقى لمناصب الكبرى لكن فكره كان أسرع و أكبر من أن تستوعبه الوظيفة فكانت فكرته في تأسيس موقع على الانترنت لبيع الكتب و التي بذل فيها الجهد الكبير لإقناع المستثمرين لجمع رأس المال اللازم لبدء المشروع...و بدأ المشروع عام 1994 م و سرعان ما أطل النجاح عليه طلة بهية جعلت جيف بيزوس يصبح رقم 19 في قائمة أغنى أغنياء العالم بثروة قدرت بحوالي 10 مليار دولار عام 1999 م و في العام نفسه اختارته مجلة تايم الشهيرة كرجل العام و تصدرت صورته غلافها الأمامي بكل الفخر...! ككل رجال الأعمال الكبار في الغرب ساهم جيف بمبالغ مالية كبيرة في أعمال الخير و النشاط السياسي كما طور نشاطه بفكرة شركة لرحلات الفضاء الخارجي  أسسها عام 2000 م و لم تلاق نجاح كبير...و مؤخراً اشترى جيف جريدة (الواشنطن بوست) الأمريكية الشهيرة...
جيف متزوج و لديه أربعة أولاد و لازال على قيد الحياة و يمارس عمله بنجاح... 

Saturday, April 12, 2014

أنا الصعيدي...!

أنا الصعيدي الذي تضحكون من شكل عمامته و شاله و كم قميصه و خياطة سرواله...
أنا الصعيدي الذي تستغربون ملامح وجهه و خشونة جلده و سمك بشرته...
أنا الصعيدي الذي تشمئزون من رائحته و حشراته الساكنة طيات ملابسه
أنا الصعيدي الذي تعجبون من صبره على المرض و تحمله للألم و تغاضيه عن الضر......
أنا الصعيدي الذي يسكن الجبل و يتنزه في الفلاة و يصاحب الوحوش و يصادق الضواري...
أنا الصعيدي الجائع و فوقه خصب الدلتا...العطشان و تحته أصل النيل....
أنا الصعيدي الوحيد في قبيلته...الغريب بين عشيرته...المهاجر من بلده ليبحث عن رزقه...
أنا الصعيدي الذي تطربون لمزماره و تعجبون بتحطيبه و تصورونه يرقص فوق فرسه يوم المهرجان....
أنا الفرعون الأخير الذي لم يرث عن أجداده الملك و السلطان بل الأطلال و المقابر...
أنا الفرعون الأخير الذي يتكسب من بيع جثث أجداده و أطلالهم و قصصهم...و يرقص حولها لعل المشتري يطرب فيدفع...!
أنا العربي الأخير الذي لم يرث عن أجداده الفتح و التنوير بل ارتد على آثاره قصصاً فعاد للخزعبلات و اكتفى من العقيدة بنسب الآباء و الأجداد...!
أنا المغضوب عليه و الضال و المنكر....أنا اللعنة و المشاكل و الأزمة و القنبلة السكانية....
أنا الجريمة المنظمة و المشاكل التي لا تنتهي و معين الأزمات الذي لا ينضب...
أنا الذي لا يفهمكم و لا يريد أن يفهمكم....
أنا الذي أبعدتموه و أنكرتموه و عزلتموه فحق عليكم مني ما ترون و ما لا ترون...
أنا الذي حييتموه بالشر فرد عليكم التحية بأحسن منها....
لماذا تتعجبون من عنادي و تنكرون علي قبليتي و عنصريتي...؟!
أليس بديهياً بعد كل هذا منكم في حقي أن أنكركم كما تنكروني و أخذلكم كما تخذلوني و أتحصن بحلف يقيني شركم و يعوضني خيركم...؟!
أنا الصعيدي الفرصة الكامنة في التحدي...المنحة الخفية في المحنة...الثروة المخفاة في طيات الثورة...أنا طاقة فوق نووية و عزيمة لا نهائية و قنبلة حيوية تنتظر إشارة المفجر...أنا الأمل لا الألم...أنا الجذر الذي تتدفق منه الحياة إلى الفروع...أنا بانيها و حارسها...أنا فاتحها و غالقها...أنا التاريخ  و المستقبل...
أمد يدي بالخير فهل من شريك إلى النصر...؟!!! 

Monday, April 7, 2014

على هامش أحداث أسوان الأخيرة...(القبلية) ما لها و ما عليها.

منذ أن خلق الله تعالى آدم في (الجنة) و حتى خلق الله تعالى حواء منه كانت حياة آدم مليئة (بالوحشة) مظلمة (بالوحدة) و خالية من (الأنس) و (الألفة) و رغم أن آدم عليه السلام خلق في الجنة بما فيها من نعيم إلا أن افتقاد الوليف من جنسه طغى على متعة النعم الأخرى فأخفاها عن الشعور أو كاد...
و منذ أن خلق الله تعالى حواء لتؤنس وحشة آدم و ليكون منهما معاً كل جنس البشر أو بني آدم و إلى يومنا هذا و الإنسان قد عرف معنى الأسرة و قيمة المجموع البشري بصرف النظر عن الاحتياج لأمر لا يقضى إلا به أو الاحتياط لشر لا يصرف إلا به...
و كبرت الأسرة الإنسانية و تفرعت أغصان شجرة عائلة آدم و تباعدت تارة و تشابكت تارة و علت في السماء منها فروع و سقطت في الأرض منها فروع...و رغم الأصل الواحد إلا أن المصير لم يكن دائماً واحد ...
أدرك البشر قيمة العائلة في حد ذاتها كحضن دافيء و أنس دائم قبل أن تكون حمى من شر و أمان من خوف و ملاذ عند الشدائد...و لما تباعدت فروع العائلات و آل كل منها لمآل مختلف سحبت كل عائلة على نفسها مفهوم العائلة البشرية و تحجرت الأصل الإنساني الواسع في حجر ضيقة كان منها القبلية و الشعوبية و القومية و العرقية و غيرها...
و رغم هذه المخالفة المبدئية في التفكير و التنفيذ استمرت هذه الحجر الأضيق من مفهوم الإنسانية في أداء نفع كبير للبشر...كان فيها حفظ قيم الأسرة كتوقير الكبير و رحمة الصغير و التضامن عند الملمات و كان فيها حفظ المحتوى و التراث الثقافي و الروحي البشري من علم و فكر و دين و كان فيها واجب تحمل المسئوليات و نبل تقديم التضحيات و غيرها...و بطبيعة الحال يكون لكل مخالفة ثمنها فدفعت البشرية ثمن الخروج من عباءة البنوة لآدم و إعجاب كل ذي نسب تفرع من آدم بنسبه الفرعي أقول دفعت البشرية ثمن هذا غالياً...فمن لدن جريمة القتل الأولى في التاريخ (قتل هابيل) و حتى يومنا هذا عرفت البشرية جرائم كثيرة بسبب التعصب للفرع و نسيان أن أصل البشر كلهم واحد...كان من بين هذا مثلاً أن استعبد الأبيض الأسود...و تعالى الآريون على الساميين...!
بل لعلك تجد داخل الشعب الواحد تمييزاً على أساس العصبية...فبنو إسرائيل (اليهود) يرون أفضليتهم على بني إسماعيل (العرب) مع أن الأصل الإبراهيمي واحد...بل لعلك تجد داخل العرب أنفسهم تمييزاً...فهؤلاء عدنانيون و أولئك قحطانيون...بل داخل العدنانيين تجد الهاشميين و الأمويين...بل داخل الهاشميين تجد العلويين و العباسيين...و هكذا...!!!
و الثابت من هذه الحقائق أن صلة النسب بين بني آدم جميعاً موجودة علموها بتفاصيلها أو جهلوها...أقروها أو أنكروها...أدوا حقها أو جحدوه...لكن الكل من أصل و نسب و عصبية واحدة...الكل لآدم...و آدم من تراب كما علمنا الإسلام...
لا تبدو مشكلة البشر في اتصالهم من جهة الأنساب و الأصل المادي إذن و إنما تنبع من فساد اتصالهم من جهات أخرى أولها جهة العقل و هو السيد المطاع على ما سواه في كل إنسان...فتفسد صلات البشر العقلية إذا اتبع كل منهم هواه و طغى في ميزانه فأنكر الثابت أو أثبت المنكر زلفى لمنفعة بغير حق أو فراراً من فريضة تستحق...و هنا ينساق البشر كقطيع أغنام خلف الرأس الأكبر في (ايديولوجية) ما أو منهج دنيوي أو حتى ديني ما...و حين يقصر الرأس إياه عن قيادة العقول بالتواصل معها بالعقول يستحضر وسيلة الاتصال الباقية و هي لا شك أدنى من العقل...الاتصال المادي...فينادي أين فصيلتي التي تؤيني..؟! من ينصر ابن عائلة كذا أو سليل قبيلة كيت..؟!
و ينسى الناس نصرة المنطق أو العقل و يهرعون عاطفياً لنصرة الاسم أو اللقب الذي يحملونه...!!!
حتى في التاريخ الإسلامي...جر هذا السلوك على الأمة فتناً كانت في غنى عنها و لم تفلح مئات السنين في وأدها بكل أسف...
كان على رأسها أحداث الفتنة الكبرى...التي أتهم فيها ذا النورين عثمان بن عفان بمحاباة قبيلته بني أمية على حساب غيرهم من المسلمين...ثم من بعد هذا قتل عثمان (رضي الله عنه) مظلوماً ثم اقتتل الصحابة الكبار ثم فرض توريث الحكم في العهد الأموي ثم العباسي و تشعب المسلمون إلى سنة و شيعة و تشعب الشيعة إلى ملل و نحل كثيرة و حلت كوارث كبيرة بالأمة بسبب فكرة الانحياز للقبيلة أو الأهل و العشيرة و لو كانت الفكرة كاذبة...!!!
و كان منها ما حدث بعد أن هاجر المسلمون إلى المدينة و أظهر أهلها الأنصار لهم من الإيثار ما استحق أن يمتدحه الرحمن سبحانه في قرآنه الكريم ...يوم أن اختلف أحد المهاجرين مع أنصاري فنادى كل منهما حزبه..يا للمهاجرين يا للأنصار...و كادوا أن يقتتلوا و الرسول (ص) بين ظهرانيهم...!
و كان منها أن جلس يهودي ذات يوم يغني بشعر قيل في يوم بعاث (يوم حرب في الجاهلية بين قبيلتي الأوس و الخزرج الأنصاريتين) فسمعه الأنصار و تذاكروا اليوم و تهيجت المشاعر و تنادوا للسلاح من جديد و رسول الله (ص) بين ظهرانيهم...!
حتى في تاريخ الإسلام كانت العصبية للقبيلة و العشيرة أمراً مدمراً مخرباً لولا أن تداركت رحمة الله المسلمين...
و رأينا في زماننا المعاصر...قبائل أفريقية تتقاتل حتى تسقط الجثث بالملايين...(تذكرون التوتسي و الهوتو في رواندا)...نعم فالقبلية ليست حكراً على أحد في مفهومها و لا في خرابها اليقيني...!
و اليوم أحسب أن أحداث الفتنة القبلية بين العرب و النوبيين في أسوان بجنوب مصر هي درس جديد أو اختبار قاس لرصيد هذا الشعب المصري من التحضر و لقدرته على التعايش السلمي و لجدارته بمكان بارز في طليعة الجنس البشري...
اللهم إنا نسألك لمصر و أهلها أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يهتدي به أهل معصيتك و يصلح عليه أمر دنيانا و آخرتنا إنك ولي ذلك و القادر عليه...و الحمد لله رب العالمين... 

أسوان تتحدث عن نفسها....! Aswan

أسوان عروس النيل الناعسة بين أحضانه في جنوب مصر و أول من يلقاه بالبشر عندما يطرق باب مصر بعد رحلته الطويلة في أفريقيا محملاً بالخير لمن ينتظره من أبناءه المصريين...أبناء النيل...
أسوان تحتضن بين ربوعها من أبناء النيل من المصريين حوالي نصف مليون إنسان...و هي عروس فريدة في حسبها و نسبها فضلاً عن غناها و جمالها فمن ذا الذي ينكر عليها التاريخ و الحضارة بينما تتلألأ معابدها و آثارها فوق صدرها...؟! و من ذا الذي ينكر عليها الأصل الطيب و هي سليلة الفراعنة و بنت ملوك النوبة...؟! و من ذا الذي ينكر جمالها و قد هام بها عشقاً القاصي و الداني و القريب و الغريب و أتاها صيفاً و شتاءاً كل محب ولهان بل إن من عشاقها من ترك أهله و ناسه و اختار أن يواريه ثراها بعد موته كأغا خان...؟! و من ذا الذي ينكر على العروس السمراء غناها و النيل يرويها صباح مساء و السائحون يخطبون ودها بالدرهم و الدينار و الذهب يلوح بريقه من بين حبات رمالها...؟!
إذا كانت الأم بهية كأسوان و الأب سخي كالنيل فما بال الأبناء كقابيل و هابيل...؟!
أهي قصة الخلق الأول تعاد على أبصارنا و أسماعنا...الأخ يقتل أخاه فقط لأنه لا يحتمل وجوده في الحياة...؟!
ما ضاقت الأرض على قابيل و أخيه حتى يقتل أحدهما الآخر بسبب الزحام...لكن نفس قابيل ضاقت عن مكان لأخيه هابيل فيها فخيل إليه أن قتله يوسعها...!!!
و في عصرنا...ما ضاقت أسوان بأهلها بل تضاءلت عقول أبناءها حتى نسوا دينهم الحنيف و أصلهم الطيب و حضارتهم التليدة و انحسر هذا كله تاركاً السلوك الغريزي ليطل بوجهه البدائي القبيح فيفضح منا ما ستره الله من عيوبنا...!
سلوك المنعكسات العصبية التي لا تنتظر إشارات المراكز العليا من الجهاز العصبي ...حين يشاك الإنسان بشوكة في يده مثلاً تجده يبعد يده فوراً بشكل آلي أوتوماتيكي...سلوك غريزي...لا تفكير فيه أو تمييز بين شوكة ضارة و بين حقنة دواء شافي ...!
أين إعمال العقل...أين الصبر و الحلم...أين الثقة بالنفس....أين العفو ...أين القصاص بالحق و بالسلطان لا بالهوى و بالقبيلة...؟!
اختفى هذا كله...و برزت خبيئة نفس بشرية لا تسر إلا العدو...!
سلني أين الدولة و الأمن و الحكومة و ....إلخ...أقول لك...ضعيفة...رخوة...غير قادرة...متخاذلة...أي شيء...لكن هل كرام البشر يحتاجون إلى السوق بعصا الدولة الغليظة أم أنهم يتعففون عن التعرض لها ابتداءاً بما لهم من حلم و علم...؟!
قل لي المؤامرة و قطر و أمريكا و ....إلخ أقول لك ليكن...من حق عدوك أن يفرح لمصابك فضلاً عن أن يسعى لوقوعه...أو ليس هذا هو تعريف العدو و دوره...؟! أنتوقع أن يستحي عدونا مما خلقه الله تعالى له من عداوتنا...؟! أم نتعلم أن نكون أقوى من التآمر و أمنع من أن تخترقنا ميكروبات الانتهازية...؟!
قل لي القبلية و العصبية ...أقول لك هذه غرائز جعلها الله لتؤدي منافع للبشر كمثل التعارف و التراحم و التضامن و تحمل المسئولية و غيرها فلماذا تتركها أنت لتتحول من وسائل نفع إلى وسائل ضرر...لماذا تحارب الطبيعة أو تصطدم بها بدل أن تنتفع بها و تستغل ما خلقت له في موضعه الصحيح...؟!
ربما تكون أحداث أسوان الأخيرة درساً للمصريين يتعلموا منه ليتقدموا بعده و تحدياً لن يتركهم حيث وجدهم بل إن شاء الله سيكون هو الدليل على أنهم يستحقون الأفضل...

Saturday, April 5, 2014

حريق (جامعة القاهرة)...!


جامعة القاهرة هي الأقدم و الأكبر بين الجامعات المصرية و لذا هي الرمز الأشهر للجامعة المصرية بشكل عام...ربما نتذكر جميعاً ما قصه علينا التاريخ من قصة (حريق القاهرة) لكن المؤكد أننا جميعاً تألمنا لما نعاصره من (حريق جامعة القاهرة)...أو حريق الجامعة المصرية بشكل عام...
و لعل الواحد منا يسأل نفسه ما الذي أودى بالجامعة المصرية...؟! ما الذي سلك بها طريق الخراب...؟!
أليست الجامعة في كل بلاد العالم هي مركز التفكير و قلعة التخطيط و معهد التعليم و التدريب ؟ أليست هي رئة الأمة التي تتنفس منها طاقة الحياة ؟! أليست الجامعة هي فنار الهداية في دياجير الظلام المهلكة لسفينة الأمة التي تمخر عباب بحر الحياة المتلاطمة أمواجه..؟ أليست الجامعة هل بريق الفكرة و نور العلم و أمل كل ذي ألم..؟!
كيف بها تتحول إلى ميدان معركة و ساحة نزال و مضمار سباق إلى الدمار و القتل..؟!
...؟!كيف بعلماءها و قد قصرت ألسنتهم و بطلبة العلم و قد طالت أياديهم 
كيف اخترقت مياه بحر الظلمات قاع سفينة العلم فأغرقتها أو كادت..؟!
كيف نخر السوس اخشابها المتينة و أكل الصدأ معدنها الصلب...؟
كيف اختلت الدفة في يد القائد...بل قل كيف أصبح القائد قائداً...؟!!!
اكتتب الشعب يوماً لبناء أول جامعة مصرية...كان الناس يحلمون بالعلم و يعلمون أن الاستعمار لا يريده لهم كي يسهل عليه استغلالهم...
نزل الغني عن بعض غناه و ضحى الفقير ببعض قوته و تشابكت الأيدي كي نرفع معاً فوق الرؤوس مشعل حضارتنا الذي سيغذي الشيء القابع داخل سجن عظمي فوق رقابنا و يقويه حتى يخرج من محبسه و يحلق في سماوات الكون و يرينا الطريق نحو الحرية و الكرامة...العقل...
و تأسست الجامعة...و من بعدها قامت ثورة و أنشأت جامعات كثيرة و بالمجان حتى أصبح لدينا في كل محافظة تقريباً...جامعة...!
لكن المأمول لم يحدث...زدنا و أنشأنا جامعات (خاصة)..بالفلوس يعني...لكن المأمول لم يحدث بعدها أيضاً...!
بالعكس أصبحنا نرى مضحكات مبكيات...نرى خريج جامعة لا يحسن القراءة و الكتابة...و خريج جامعة من تخصص (أ) يعمل في تخصص (ب) لأنه لم يجد فرصة عمل في تخصصه الأصلي...و أستاذ جامعي يبيع العلم في (كورس) و درس خصوصي و كأنه (مدرس ثانوي أو إعدادي)...و أخيراً طالب جامعي يحرق بالمولوتوف...و هو ده التطور الطبيعي للحاجة القذرة,,,للفساد...!
دب الفساد في الجامعة حين تحولت من ملتقى النابغين و الطموحين إلى قهوة الموظفين الشهيرة التي كان يرسم صورها مصطفى حسين و يكتب نصها أحمد رجب...أولئك العاطلين بشرطة أو البطالة المقنعة أو العمالة الزائدة...
صارت الأمانة مغنماً...ادفع لتحصل على الدرجات العلى...ثم ادفع لتحصل على التعليم و التدريب الحقيقي (الخصوصي) مش أبو بلاش...!
ادفع لتحصل على البعثة أو تدرك الفرصة أو تجلس على الكرسي...
ليس ضرورياً أن تدفع المال..ممكن تدفع بطرق أخرى...ممكن تقدم خدمات (خاصة) يعني تتجسس لحساب هذا الشخص أو ذاك أو لحساب هذه الجهة أو تلك...ممكن لو شئت (بكسرة تحت التاء) أن يكون الدفع من زكاة الجسد و جهاد المناكحة...ممكن تدفع من كرامتك و قيامك بأعمال الخدم و الحشم...ممكن أشياء كثيرة جداً ليس من بينها مجهودك العلمي...
و هكذا قضي تماماً على دور الجامعة بل بالعكس أصبحت كياناً مخيفاً كبيت الأشباح كئيباً مظلماً مليئاً بالفخاخ المعفونة و الحيل المنتنة و نباح كلاب تلهث حول قطعة لحم تدمي او عظمة جيفة أرمت...!
أصبحت الشهادة من الجامعة المصرية كالجنيه من البنك المصري..بلا قيمة...!
أصبحت قصة تعيين (أولاد الأساتذة) في كراسي أبائهم (قصة التوريث إياها)....أصبحت قصة (بايخة) من كثرة تكرارها على المسامع...!
أصبحت القضايا المرفوعة على الجامعات المصرية من (المظاليم) الذين طردوا ظلماً أو نكل بهم (لأنهم لم يدفعوا المعلوم) أصبحت تحتاج لإنشاء فرع جديد من القضاء...سمه القضاء الجامعي إن شئت...!
لطمنا خبر أن الجامعات المصرية لا تحتل أي مكان من بين المائة جامعة الأوائل في العالم...مع أننا لم نستغرب كثيراً لكون جامعة أو أكثر من إسرائيل جارتنا اللدود ذات الأربع أو خمس جامعات فقط تحتل هذه المكانة بل و يخرج منها من يحصلون على (نوبل) في مجالات العلوم المختلفة بين الحين و الآخر و نحن (و لا أي اندهاش)...!
ألفنا التخلف و اعتدنا الخذلان و افتقدنا صاحب كل دور في المجتمع عند واجبه و وجدناه فقط عند حقه و كان في مقدمة من يفعل هذا للأسف الأستاذ الجامعي...!...
طغينا في الميزان...نسينا الله فأنسانا أنفسنا...
رفعنا شعار (اطلع بره) و (سافر لو عاوز تعيش صح)...حتى الذين نحبهم قلنا لهم (أنتم خسارة في البلد دي)...!!!
أغلب طلبة الجامعة أصبحوا يذاكرون دروسهم في خطين متوازيين...خط التعليم الجامعي المصري و هذا كأنه بطاقة شخصية أو أوراق هوية مضطر لها و إن كان لا يدري لها فائدة قط...و خط التعليم البديل (إنجليزي أو أمريكي أو غيره) و هذا هو مستقبله الحقيقي و الشيء المفيد بالنسبة له سواء (سافر) أو استمر في الوطن...!
 إن (حريق) الجامعة الذي نراه يا سادة ليس إلا(قمة جبل (الجليد)...أما الجبل نفسه فقد رايناه و أهملناه منذ زمن بعيد...
أما الإصلاح فرغم هذا كله هو سهل و ميسور...
ثلاث كلمات...وسدوا الأمر لأهله...
و الله أعلم

وفاة المذيع الكبير (محمود سلطان)...


 هو محمود محمد جاد عطا سلطان ابن القناطر الخيرية المولود بها عام 1940 م الذي درس التاريخ في كلية الآداب بجامعة القاهرة و تخرج منها عام 1965 م و هو الذي لم ينس حلم أن يكون مذيعاً فالتحق بالعمل في الإذاعة المصرية عام 1966 م و تنقل من البرنامج الإذاعي الموجه إلى إذاعة صوت العرب و ترقى بها حتى أصبح كبير مذيعيها... و من الإذاعة إلى بريق التليفزيون و شهرته انتقل سلطان مع مجموعة من زملائه للعمل في التليفزيون المصري و كان لقاءه الأول مع الكاميرا رهيباً بالنسبة له (لدرجة أنه لم يرها على حد وصفه) بينما كان ممتعاً للجمهور الذي تعلق بأداءه الهاديء الواثق و صوته المميز...و تقدم مشوار سلطان التليفزيوني بخطى واثقة خطاها بتقديمه لبرامج هامة و مشاركاته في نقل البث المباشر لأحداث سياسية هامة (مثل افتتاح قناة السويس في عهد الراحل انور السادات) ...عمل سلطان أيضاً كمذيع بهيئة الإذاعة البريطانية لمدة عام. ترقى سلطان في عمله كمذيع تليفزيوني حتى أصبح نائباً لرئيس قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة و التليفزيون المصري ثم مستشاراً به.كما شارك في أنشطة تعليم و تدريب الأجيال الجديدة من شباب الإعلاميين بالجامعات المصرية و بالقنوات التليفزيونية العامة و الخاصة...
انتخب سلطان عضواً في البرلمان المصري عام 1995 م كما كان واحداً من الذين شاركوا إعلامياً بالعمل على جبهة القتال في أكتوبر 1973 م

Tuesday, April 1, 2014

القتل المعنوي


تأمل معي هذا الحوار القصير الذي من المؤكد أنك سمعته من قبل و لو مرة واحدة فقط في حياتك:
-          هل تعرف فلان...؟
-          نعم أعرفه...لماذا تسال..؟
-          توفاه الله تعالى يوم كذا...أو ترك منصب كذا....أو طلق زوجته فلانة...أو ترك العمل في مكان كذا...أو....غلخ
-          سبحان الله هل حدث هذا فعلاً....؟! لقد كان فلان هذا (.....و ......و......و.....)
بطبيعة الحال ربما يكون ما بين القوسين في السطر الأخير من الحوار السابق خيراً أو شراً...لكن دلالته الهامة أن الإنسان فينا لا يموت بموت (جسده)...بل إن جانباً (معنوياً) منه كان يرافقه في أثناء حياة الجسد يبقى حياً بعد موت الجسد يتذكره الناس بالمدح أو بالقدح رغم رحيل صاحبه عنهم....و كلنا كذلك صالحنا و طالحنا...
هذا الجانب المعنوي من الإنسان له تسميات كثيرة نسمعها جميعاً و نرددها ربما دون أن نتعمق في فهمها مع أنها تعكس أثر هذا الإنسان الذي حدث و يحدث بسبب تواصله مع المجتمع من حوله منها: (عمل الإنسان) و (شخصيته) و (سمعته) و ..إلخ
كما (يموت) الجسد بترك الروح له أو (يقتل) بإتلافه فتزهق الروح و تغادره عائدة إلى ربها سبحانه كذلك قد يقتل الجانب المعنوي لوجود الإنسان بقطع أو إفساد تواصله مع الحياة خاصة مع البشر...و هنا وقفتنا لأن هذا الأمر (قطع أو إفساد التواصل) يحدث (منا) و (لنا) جميعاً بشكل شبه يومي...و هوأمر خطير كما أسلفنا لأنه لا يرتبط فقط بالوجود بل (بمعنى الوجود) الإنساني...!
المثال الشهير هو مجالس النميمة)...
كم مرة جلست في (مجلس نميمة)..؟!
أيكون الكلام فيه عن الناس بحضورهم أو من وراء ظهورهم...؟!
أيكون الكلام فيه عمن يحضرون بالتصريح و المواجهة أم بالتلميح و المواربة...؟!
أيقال فيه عن الناس ما يسرهم أن يسمعوه أم ما يحزنهم أن يعرف عنهم...؟!
أيقال فيه عن الناس ما هو فيهم و ثابت بحقهم فعلاً أم ينسب لهم فيه ما ليس فيهم خاصة من خصال السوء و الأفعال المنكرة...؟!
أيحقق فيه أو يدقق في كل ما يقال أم يترك أي خبر ليحتمل ما يحتمل من صدق و كذب بنفس الدرجة...؟!
أيفكر أي من الحضور فيه في أثر كلمته التي قالها على من قيلت في حقه سواءاً في حياته الشخصية أو الاجتماعية أو المهنية أو...إلخ أم يلقي بكلمته جزافاُ أو ربما قصد منها في أحيان كثيرة الأثر السلبي على من قيلت بحقه ...؟!
لاحظ أن مجلس النميمة ليس بالضروري أن يكون (مطولاً) في مدته  و لا محدداً في (مكانه) و لعلك علمت إن ثورة الاتصالات و تقنية المعلومات المعاصرة جعلت مهمة انعقاد مجالس النميمة أبسط من أن تحتاج لتفاصيل كثيرة و أوسع انتشاراً من أن يحدها حدود الدول...!!!
النصيحة يا اخي أن احترس... فإن الكلمة التي تقولها عن غيرك من الناس و لا تلقي لها بالاً قد تكون أمضى من الحسام المهند فتقطع بها أرحاماً موصولة أو أرزاقاً مطلوبة أو شرفاً مصاناً أو مكانة و سؤدداً...و اعلم أنه كلما كنت ممن ينظر إليهم بعين الاعتبار بين الناس (لأي سبب كأن تكون صاحب مال أو سلطان أو جاه أو...إلخ) كلما كان أثر كلمتك أكبر و أخطر..و اعلم أننا رأينا مجالس النميمة لا يعف عنها من ينسبون ل (أكابر قومهم) و لو اعتدل ما اختل من ميزان البشر لكان أولئك من (أصاغر قومهم) و لحق لغيرهم ألا يسمع لقولهم أبداً ...!
و الله أعلم...