Monday, April 7, 2014

أسوان تتحدث عن نفسها....! Aswan

أسوان عروس النيل الناعسة بين أحضانه في جنوب مصر و أول من يلقاه بالبشر عندما يطرق باب مصر بعد رحلته الطويلة في أفريقيا محملاً بالخير لمن ينتظره من أبناءه المصريين...أبناء النيل...
أسوان تحتضن بين ربوعها من أبناء النيل من المصريين حوالي نصف مليون إنسان...و هي عروس فريدة في حسبها و نسبها فضلاً عن غناها و جمالها فمن ذا الذي ينكر عليها التاريخ و الحضارة بينما تتلألأ معابدها و آثارها فوق صدرها...؟! و من ذا الذي ينكر عليها الأصل الطيب و هي سليلة الفراعنة و بنت ملوك النوبة...؟! و من ذا الذي ينكر جمالها و قد هام بها عشقاً القاصي و الداني و القريب و الغريب و أتاها صيفاً و شتاءاً كل محب ولهان بل إن من عشاقها من ترك أهله و ناسه و اختار أن يواريه ثراها بعد موته كأغا خان...؟! و من ذا الذي ينكر على العروس السمراء غناها و النيل يرويها صباح مساء و السائحون يخطبون ودها بالدرهم و الدينار و الذهب يلوح بريقه من بين حبات رمالها...؟!
إذا كانت الأم بهية كأسوان و الأب سخي كالنيل فما بال الأبناء كقابيل و هابيل...؟!
أهي قصة الخلق الأول تعاد على أبصارنا و أسماعنا...الأخ يقتل أخاه فقط لأنه لا يحتمل وجوده في الحياة...؟!
ما ضاقت الأرض على قابيل و أخيه حتى يقتل أحدهما الآخر بسبب الزحام...لكن نفس قابيل ضاقت عن مكان لأخيه هابيل فيها فخيل إليه أن قتله يوسعها...!!!
و في عصرنا...ما ضاقت أسوان بأهلها بل تضاءلت عقول أبناءها حتى نسوا دينهم الحنيف و أصلهم الطيب و حضارتهم التليدة و انحسر هذا كله تاركاً السلوك الغريزي ليطل بوجهه البدائي القبيح فيفضح منا ما ستره الله من عيوبنا...!
سلوك المنعكسات العصبية التي لا تنتظر إشارات المراكز العليا من الجهاز العصبي ...حين يشاك الإنسان بشوكة في يده مثلاً تجده يبعد يده فوراً بشكل آلي أوتوماتيكي...سلوك غريزي...لا تفكير فيه أو تمييز بين شوكة ضارة و بين حقنة دواء شافي ...!
أين إعمال العقل...أين الصبر و الحلم...أين الثقة بالنفس....أين العفو ...أين القصاص بالحق و بالسلطان لا بالهوى و بالقبيلة...؟!
اختفى هذا كله...و برزت خبيئة نفس بشرية لا تسر إلا العدو...!
سلني أين الدولة و الأمن و الحكومة و ....إلخ...أقول لك...ضعيفة...رخوة...غير قادرة...متخاذلة...أي شيء...لكن هل كرام البشر يحتاجون إلى السوق بعصا الدولة الغليظة أم أنهم يتعففون عن التعرض لها ابتداءاً بما لهم من حلم و علم...؟!
قل لي المؤامرة و قطر و أمريكا و ....إلخ أقول لك ليكن...من حق عدوك أن يفرح لمصابك فضلاً عن أن يسعى لوقوعه...أو ليس هذا هو تعريف العدو و دوره...؟! أنتوقع أن يستحي عدونا مما خلقه الله تعالى له من عداوتنا...؟! أم نتعلم أن نكون أقوى من التآمر و أمنع من أن تخترقنا ميكروبات الانتهازية...؟!
قل لي القبلية و العصبية ...أقول لك هذه غرائز جعلها الله لتؤدي منافع للبشر كمثل التعارف و التراحم و التضامن و تحمل المسئولية و غيرها فلماذا تتركها أنت لتتحول من وسائل نفع إلى وسائل ضرر...لماذا تحارب الطبيعة أو تصطدم بها بدل أن تنتفع بها و تستغل ما خلقت له في موضعه الصحيح...؟!
ربما تكون أحداث أسوان الأخيرة درساً للمصريين يتعلموا منه ليتقدموا بعده و تحدياً لن يتركهم حيث وجدهم بل إن شاء الله سيكون هو الدليل على أنهم يستحقون الأفضل...

0 comments: