فيلم ليس الأول و لن يكون الأخير (في تقديري) لمنتج سينمائي يبحث عن الربح في زمن شعاره معاك قرش تساوي قرش و اللي تغلب به العب به...و هو تاجر لحوم (جزار) أصلاً و اللعب باللحم صنعته و المكسب هو الذي جعل اسمه معروفاً أكثر من اسم وزير الثقافة في زمانه ...!
مات الأديب الكولومبي الحاصل على نوبل في الأدب (جابرييل جارسيا ماركيز) إبان عرض الفيلم و لم يلتفت أحد لموته و أحسب أنه لم يلتفت أحد أيضاً لحياته في مصر التي عاشت سنين تحت حكم يقتل الموهبة و يطرد العقول و يجمع المال من حلال و حرام...!
عرض الفيلم فأثار ضجة و مات الأديب فلم يشعر أحد...!
موضوع الفيلم يا عزيزي موضوع شاذ منقول من قصة فيلم إيطالي أو هكذا اعترف المنتج من وراء حجاب...و شذوذه أنه يتناول ما يراه المراهق في أحلامه أو بالأحرى في احتلامه على أنه قصة واقعية تنسج حولها رواية كاملة...و من هنا ثار الجدل...
أول القصيدة حكمة تؤخذ من في المنتج و هي أنه لا يصح الحكم على فيلم ممن لم يشاهدوه و هذا صحيح...و إن كان عنوان جوابه يدل على محتواه فمادة الإعلان عن الفيلم وحدها من قصاصات دعائية و أغنية بصوت فنان شعبي على رقص ممثلة ترتدي فستان يصف و يكشف و يشف معاً هي كلها لا تدل على أن محتوى الفيلم يتحدث عن الفتوحات الإسلامية أو الكشوف الجغرافية في العصور الوسطى مثلاً...!
الفيلم مخصص للكبار فقط...بينما بطل الفيلم أو واحد من أبطاله طفل تباين غريب أليس كذلك...؟!
المنتج يقول أن الفيلم ليس به ما يخجل و لا ما يحرج فلماذا هو للكبار فقط إذن...؟!
المنتج يقول أن الفيلم يتعرض لظاهرة لا يخلو منها بيت و هي تلصص المراهقين على عورات النساء...و هل كل ما يحدث في البيوت أو لا تخلو منه البيوت يصح عرضه في الشوارع...؟!!!
المنتج يقول أن الفيلم ليس هو الوحيد الذي تعرض لمثل هذه الأشياء فأفلام غيره من قبل تناولت نفس الموضوع و لكن ربما بتركيز أقل و ضرب أمثلة من الأبيض و الأسود و أخرى ملونة...و هل ذيوع الخطأ يعني إقراره...؟!
المنتج يقول أن الدولة التي تتحدث عن حقوق الطفل و انتهاكاتها كان من الواجب عليها أن تتولى هي دورها في هذا فلا تحاسب غيرها بينما هي مقصرة بل أول المقصرين في كل حقوق الأطفال...و هذا على صحته لا يشفع له أن يزيد البلة طين فيفتح على أطفالنا جبهات جديدة من الانتهاكات و التعديات...!
المنتج يلمح لأنه وحده الذي ينتج سينما حالياً بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة و كأنه يمن علينا بتجارته في غرائزنا و هو الذي يتحدث عن خسائر بالملايين بسبب توقف عرض الفيلم (إذن هو كان سيربح الملايين هذه من عرض فيلمه يعني لا يتفضل علينا بالإتاج بل بالعكس هو يستغل غرائزنا ليتربح منها...!)...و غير هذا كلام كثير و ردود أكثر...و السبب هو وقف الفيلم بقرار من رئيس الوزراء...
حتى هذا القرار الممتاز من مسئول كبير يلتفت لأول مرة منذ زمن إلى أننا أصحاب أخلاق فوق كوننا أصحاب غرائز و مصالح لم يخل من النقد...
اللافت للنظر أن القرار كان من الممكن اتخاذه على مستوى تنفيذي أقل من رئيس الوزراء...أما ما تم فيدل على ضعف الدولة لا على قوة رئيس الوزراء...!
القرار كان فرصة للولوغ في وعاء السياسة لكل من سال لعابه أمام فرصة الحديث عن الحريات و الحقوق و الإبداع و ال....إلخ و نسوا أننا على مدار ثلاثين عام كنا نشاهد إنتاجهم و إبداعهم فلا يسمننا و لا يغنينا من جوع بل بالعكس لعله يسممنا و يتلف أفكارنا و مشاعرنا و سلوكياتنا...فلما أدمنا هذا الفساد الإبداعي عز علينا التخلص منه فتنادينا إلى تأييده بحجج فارغة و أسانيد باطلة...!
إن تباين المواقف من عرض هذا الفيلم ثم من وقفه لهي من أهم المؤشرات على ضعف و تفكك وتردد المجتمع المصري حالياً و هي الأمور التي نتمنى من الله تعالى أن يزيحها عن كواهلنا قريباً إن شاء الله...
0 comments:
Post a Comment