المتابع للافلام السينمائية المصرية يلاحظ ان هناك ازمة فكر و مضمون مقابل فيضان فوضوي من العبث في الشكل و الاطار...
معظم الاعمال الفنية المصرية مؤخرا اصبحت في مضمونها مجرد (هرتلة) و (افيهات) و شيء اقرب للمونولوج...سواء مونولوج فكاهي او تراجيدي او حتى جنسي...!
معظم الاعمال الفنية المصرية مؤخرا اصبحت استنساخ (ماسخ) لنظرائها من الاعمال الامريكية حرفا بحرف و كلمة بكلمة و جملة بجملة...! بل ان بعض الاعمال يؤكد هذا بنفسه و لا ينفيه و يقولها صراحة نحن النسخة المصرية من العمل الامريكي كذا...!
و كان الابداع قد اختزل الى (السرقة) او (الترجمة)...!
و كاننا مجتمع بلا مشاكل او بلا هوية او عقلية تحلل و تستنبط و تفكر و تقرر و تعبر....!
اما الشكل فحدث و لا حرج...
ما اسهل الانتاج بالانفاق على الديكورات المكررة للافراح الشعبية و الحواري و الازقة او التصوير في القرى السياحية (الخاوية على عروشها) ...!
ما اسهل (حشر) اغاني المهرجانات و مطربي التوكتوك و فرق الشباب (الصايع) في كل فيلم...ما اسهل ان (تدوش الدوشة علشان ما تدوشناش)....!
ما اسهل استعراض عمليات التجميل التي تعرضت لها ممثلات الدرجة الثالثة او الناشئات تحت سن التسعين للنفخ و الشد و الشفط و الفرد و ال......الخ من خلال قصة سطحية تافهة عن امراة لعوب او قصة حب محرم او حتى رقص مفتعل في غرف النوم....!!!
الكل يعرف و الكل يجيب بنفس الاجابة:
الفلوس...تتحكم...
قلتها تفرض نمط محدد....
و كثرتها تخضع لرغبات المستهلك و المنتج...
كثيرون لاموا السبكي على (حلاوة روح) و كثيرون ينتظرون في الصف حتى ياذن لهم السبكي بالعمل في فيلم من انتاجه...!!!
الدولة (طرية) تتهرب من كل (مسئولية) و حجتها معروفة و تقليدية اسمها (الحرية) فان واجهها احد قائلا و اين الحرية في (كذا) كما هي في السينما صارحته بالحقيقة (ما فيش فلوس و اخبطوا راسكم في الحيط)...
الحلول موجودة في زمن الانترنت و الاعلام الموازي و الكاميرات التي اصبحت في يد الطفل قبل الكبير و الفكرة اقوى من المال لان المال نفسه بالاساس......مجرد فكرة...!
لكن من يبادر...؟!
من ياخذ القرار و يتجرا على الاختراق و يرتفع فوق غيمة الفساد بشمس الامل...؟!
يا رب...
Wednesday, April 15, 2015
ازمة الفن المصري ....
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment