اسلام بحيري...
قبل ان تناقشنا لتقنعنا بشيء اليس من المنطقي ان تكون ناقشت نفسك اولا و اقتنعت انت به...؟
اذن...
ما هي قناعاتك او عقيدتك الدينية حاليا ؟
هل تعتنق الاسلام على حالته الحالية ؟
هل تعتنق الاسلام بعد تعديلات معينة تراها هي اصل الاسلام الذي تم تحريفه و يجب الرجوع اليه؟
هل تعتنق الاسلام بعد تعديلات معينة قمت بها ليناسبك انت او ليناسب زمانك؟
هل تعتنق دين اخر لكن تخشى من العقاب ان اعلنت الردة عن الاسلام؟
هل ترى ان الخالق (سبحانه) لم يختر للبشرية دينها بعد و علينا الانتظار حتى يفعل؟
هل ترى انه لا خالق و لا دين و لا داعي لكل هذه (الفلسفة) الفارغة؟
السؤال لا يتهمك بالاسلام و لا يمتدحك به ...
السؤال ليس فيه حجر على حرية اختيارك لعقيدتك او الرجوع عنها....
السؤال فقط للوقوف على ما توصلت انت اليه من حقيقة باعتبارك (باحث) او صاحب تجربة ...
هل عندك من علم فتخرجه لنا ؟
اسلام بحيري...
كيف نواجهه...
هل نوقف برنامجه...؟!
نستطيع ان شئنا و فعلنا هذا سابقا مع (باسم يوسف) مثلا و حرمناه من الظهور الاعلامي تماما...(مش كده و لا ايه يا دولة مصر و اجهزة دولة مصر) ...
بينما تراجعنا عن ايقاف (برنامج الراقصة) و عن منع عرض فيلم (حلاوة روح) مثلا...
هل نناظره...؟!
كاننا سندخل معه في مباراة حاسمة لا نتيجة لها الا النصر او الموت...!
النصر لانفسنا او لديننا مثلا...ياااااه...الى هذا الحد...؟!
هل نكفره...؟!
هل ندعو الناس لمقاطعته...؟!
هل.....
هل....
الحقيقة ان كل هذا خطا...لماذا ؟!
لانه لا حاجة بنا لمواجهة اسلام بحيري من الاساس...
هو حر...
و نحن احرار...
و الدولة المصرية ليست حرة....!
و لكن...
علينا امرين:
اولا :
مواجهة انفسنا...و تعلم ديننا...و تعليمه لاولادنا....و تطبيقه و تقديم القدوة الصالحة...حتى لا ننخدع بكل من يخرج علينا ليشككنا...
ثانيا :
دعوة اسلام بحيري لمواجهة نفسه و المناظرة مع نفسه حتى يخرج لنا هو بنتائج تستحق ان نناقشها ... و ليس مجرد شكوك نؤيدها او نرفضها دون ان نعرف ماهيتها...
اسلام بحيري....
سنة اولى طب...
كنت طالبا في الفرقة الاولى بكلية الطب...
كان الناس ينادوني و زملائي بلقب (دكتور)...
لكن للاسف لم نكن انا و زملائي ندرس في هذه الفرقة شيئا عن الادوية او الجراحات او اي نوع اخر من العلاج و لا حتى تشخيص الامراض....!!!
كنا ندرس علوم الطب الاساسية كالتشريح و وظائف الاعضاء و غيرها...
كنا نشعر بالسعادة الشديدة بلقب (دكتور) لكن كنا نشعر بالحرج الشديد عندما يسالنا احد معارفنا او اقاربنا عن راينا في صورة اشعة مثلا او عن وصفة طبية لعلاج مرض ما...!
كنا نضحك من هذا التناقض بين اللقب و بين ما نحن فيه فعلا وقتها...
و اذكر انني داعبت احد الاصدقاء وقتها بانه لو سالك احدهم (عندي ايه يا دكتور) فقل له مثلا (عندك scapula و هو اسم عظمة اللوح باللغة الانجليزية...!) و بهذا تبدو عليك امارات العظمة الطبية بينما في الحقيقة انت لا تقول شيئا الا ما تعلمته فعلا....!!!
و الشاهد هنا...
تعلم قبل ان تتكلم...
و لا يغرنك اعجاب الناس بك او التفافهم حولك ...
لا تدع هذا يخرجك عن حجمك الحقيقي او يكسبك ثقة لا اساس لها فتجرك الى مهاترات او الاخطر من هذا الى رفض التعليم ذاته...!
اصبر على العلم حتى ياتي يوم تكون فيه فعلا عالم جدير بالاعجاب و ثقة الناس فيك...
و الله اعلم...
اسلام بحيري....
قديما كنا نسمع من اهالينا كلمات عن زواج الاولاد من مثل (قاريين فتحتها على ابن عمها و هي لسة في اللفة....او متكلمين عليها...او ما الى ذلك) و كنا نفهم ان معنى هذا هو (التعريض بالخطبة) يعني طلب ايد البنت للولد...رغم كونهما طفلين لم يبلغا الحلم و لم يستاذنا و ليسا طرفا في الموضوع اصلا...انما كان المقصود هو توطيد اواصر المحبة (و احيانا المصلحة) بين الاهل...
بعد قليل راينا ان التربية اختلفت فاصبح الولد (ثم لحقت به البنت) يخرج عن اختيار اهله (او اهلها) مقابل تحمله للانفاق على نفسه و تكوين اسرته...
الدين استوعب الحالتين...
حالة الاهل الذين يعدون بزواج اولادهم (و لو في اللفة)...و بالطبع لا تتم مراسم الزواج الكاملة الا في الوقت المناسب...
و حالة الاولاد و البنات الذين يستقلون عن اختيار الاهل...و بالطبع ايضا لا تتم مراسم الزواج الكاملة الا في الوقت و السن المناسب...
و كلا الحالتين مباح غير مفروض عليك ان تلتزم به وحده...
و كلا الحالتين له مزاياه و عيوبه...
و الله اعلم...
اخر صلة للسماء بالارض...الوحي...
اعلم به واحد من اهل الارض....الرسول...
ليبلغه الى من سواه من اهل الارض....كلهم...في كل زمان و في كل مكان...
و ليعمل هو نفسه به...كمثل يقتدي به من عاصروه...
ثم ينتقل الوحي و عمل الرسول به ممن عاصروه الى من تلاهم في الزمان او في المكان...
اختلاف الزمان و المكان يعني اختلاف كبير في بيئة حياة الانسان فكيف يقتدي الناس بالرسول و هو من عاش في غير بيئتهم ؟!
و كيف يطبقون في بيئتهم نفس الوحي الذي طبقه هو في بيئته المختلفة...؟!
اذن لابد من (التجريد)....
يعني النظر الى ما هو اعمق من الفعل او القول...
النظر الى معنى الفعل او القول...استخلاص المغزى او المقصود من الفعل او القول...
يعني التاويل...
هذا التاويل يحتاج الى فهم عميق جدا كي يستنبط المعنى المجرد...اسمه الفقه...
يصاغ الفقه في قوانين تشبه قوانين الرياضيات او الفيزياء مثلا....
تاتي احداث الحياة فرادى...واحدة واحدة...
يسال الناس في واحدة منها...
يعودون الى الفقه يبحثون فيه عما يناسب حالتهم الفردية ثم يستخرجون لها جوابا...هذه هي الفتوى...
و هكذا يصبح تطبيق الدين امرا عمليا و ممكنا في بيئة مخالفة لبيئة الرسول...
لكن بما انه ليست كل الانظار سواء....
قد ارى انا رايا او تاويلا و قد يرى اخر غيره....هذا اختلاف في الفقه...
قد ارى انا ريا في مسالة بعينها و قد يرى اخر غيره...هذا اختلاف في الفتوى....
اذن لابد ازاء اختلاف الفقه و الفتوى من امرين:
١- الضوابط الحاكمة لعملية الفقه و الافتاء حتى لا تتحول الى فوضى مربكة...
٢- تقبل اكثر من راي واحد لنفس المسالة في نفس الوقت ما دامت الاراء لم تخرج عن الضوابط...
السؤال:
اين اسلام بحيري من هذا كله...؟!!!
المناقشة مع امثال الاخ اسلام بحيري يجب الا تقفز الى الفرعيات قبل الاصول....
و هو مدرب على الخلط بينهما بحيث يربك تفكير من يناقشه ... بينما يتملص هو من اي محاسبة او تقنين لقوله او لفعله...
مثلا:
يجب ان تبدا مع اسلام بحيري بما اقتنع هو به من الدين...
يعني...سله صراحة...ما دينك؟ و لماذا هو دينك دون غيره ؟
فان انكر الدين برمته فناقشه في فكرة الحاجة للدين و الدليل على وجود الخالق سبحانه ...الخ
و ان اقر بانه صاحب دين ما و هو الاسلام مثلا فناقشه في ما استدل هو به على ان دينه و ليكن الاسلام مثلا هو الاختيار الصحيح من بين بدائل اخرى كثيرة غيره ....
و من هذا كيفية التاكد من ثبوتية اصول دين الاسلام التي بين ايدينا حاليا... كالقران الكريم و السنة الشريفة...
فان صحت الاصول و صح الايمان بها انتقل معه الى الفروع كالفقه و الفتوى و غيرها....
لكن ما يفعله اسلام بحيري عادة هو السير بالمناقشة في عكس الاتجاه...!
يعني يمسك بفتوى ما تبدو شاذة او قاسية او ما الى ذلك ثم يعرضها كنموذج للدين و يستنتج من هذا النموذج وجوب هدم ما يجاورها او يتصل بها من الدين كانه يلعب بالدين كما يلعب في لعبة (كاندي كراش) الشهيرة مثلا....!
فيضطر الطرف الاخر لشرح الاصول ثم الفروع ثم فروع الفروع حتى يصل الى الالية التي صدرت بها هذه الفتوى و احيانا لاثبات انها لا اصل لها او لا الزام اصلا للعمل بها و بالتالي هي ليست نموذجا للدين و لا حجة عليه...!!!!
ضرب اسلام بحيري امثلة كثيرة لسلوكه هذا في مواضع متعددة منها مثلا حد الردة و سن زواج الاناث و غيرها...
و كان الاولى مناقشته في امور اهم قبل هذه...
و الله اعلم...
0 comments:
Post a Comment