المغول الجدد...
كان المغول بدوا رعاة اشبه بالهكسوس...
اتوا من اسيا و اجتاحوا الشرق كله حتى اسقطوا الخلافة الاسلامية العباسية ذاتها بما فيه عاصمتها التليدة بغداد...
و كانوا اذا دخلوا قرية افسدوها ايما افساد و جعلوا اعزة اهلها اذلة ايما اذلال...
حرصوا على بث الرعب بمشاهد مسرحية للقتل و الذبح و الحرق بل حتى بمشاهدهم هم انفسهم مرتدين قرون الحيوانات و فراءها...
كانوا بارعين في الحرب النفسية و بث الشائعات و التجسس ...
خضع لهم كثيرون ممن استحبوا الحياة في الرق على الموت احرارا...
سخر المغول هؤلاء الخاضعين لخدمة حربهم النفسية ضد من يلونهم...فكانوا يستخدمون علماء المسلمين الساقطين في الفتنة لكتابة رسائلهم لامراء البلاد التي يعتزمون دخولها ...بل كانوا يدفعون اسرى المسلمين للصفوف الاولى من جيشهم و يجبرونهم على القتال معهم فرارا من القتل...
مصر التي لم تكن في افضل حالاتها من كل الزوايا...
حتى حكامها كانوا من المماليك و الصراع بينهم على حكمها لا ينتهي...
كان سقوط مصر معناه سقوط كامل الشرق و ضياع الاسلام و انتهاء الحضارة الانسانية بمعنى الكلمة ذلك ان اوروبا و الغرب وقتها كانوا على مرمى حجر من سيوف المغول و لم تكن حالهم افضل من حال الشرق ابدا...
الانسانية كانت على المحك بدون اي مبالغة...!
كان قطز على راس السلطة في مصر...
كان حتما ان تتحد الجبهة الداخلية و الا سقط الكل...
كان العلماء الحقيقيون هم ركن الامة و رمانة ميزان العدالة فيها...و كانت فتوى العز بن عبد السلام ببيع امراء المماليك بما فيهم السلطان و رد الثمن لبيت المال حتى يتحرروا هي اول خطوة على طريق النصر...تلاها منع الضرائب على الفقراء حتى تستوفي الدولة ما يلزمها من الاغنياء اولا...
كان الجيش المصري هو سيف الامة و درعها...بل ان شئت هو سيف الانسانية و درعها...و لحسن الحظ كان جاهزا للقتال في اي لحظة بحكم اعدادات كل امير طامع في السلطة لجنوده...
و اراد قطز ان يرد على التتار بلغتهم و ان يستخدم مفرادتهم و يحاربهم بسلاحهم...
فلما وصلته رسالتهم لم يقطعها بل قطع رؤوس رسلهم الا واحدا و علق الرؤوس على ابواب العاصمة و استعرض جنوده امام المتبقي من رسل التتار ثم رده من حيث اتى حاملا رسالة الرعب لهم...
لم ينتظر قطز رد الفعل منهم و لا تحصن داخل مصر خلف اسوار قلاع او خطوط دفاعية لم تكن لتغني عن المصريين شيئا اذا اجتاحها البرابرة...
خرج قطز اليهم حيث كانوا ...هناك في فلسطين...في عين جالوت...
ارادها معركة فاصلة حاسمة تكسر شوكتهم للابد و تكون درسا لمن ياتي بعدهم...
لم يكن النصر سهلا و لا الفتح بلا ثمن...
ضاقت ارض المعركة باحتمالات الهزيمة و اطل الموت بوجهه القبيح غير مرة...
حتى نزل السلطان عن فرسه و غبر وجهه في الرمل متضرعا الى الله ان ينصر عبده السلطان قطز...
قاتل السلطان بنفسه و اشتبك مع الاعداء حتى جلى الله الغمة و انكشفت الفتنة و اشرق النصر من جديد و كتبت الحياة للامة و للبشرية من واهب الحياة سبحانه...
و انتهى ذكر المغول تماما في التاريخ ...بل ان من بقي منهم حيا تاب و اناب و اعتنق الاسلام و صلح اسلامه الى اليوم او هكذا نحتسب...
دروس و اشارات كثيرة تحملها القصة...
اظننا في حاجة اليها الان اكثر من اي وقت مضى...
#التتار
0 comments:
Post a Comment