Saturday, July 4, 2015

رمضان مع يوسف 13 (يوسف و كمال الخلقة و الخلق)...

رمضان مع يوسف 13 (يوسف و كمال الخلقة و الخلق):


لا شك أن يوسف (ص) هو بطل القصة...ولذا كان الاقتراب منه في لقطات كثيرة بالوصف أمر مهم...
تعرضت القصة لوصف يوسف شكلاً جسدياً و صفات عقلية و قيم روحية ....
بدا لنا يوسف في القصة تام الجمال و الكمال الجسدي... و النبي محمد (ص) أعلمنا أن يوسف قد أوتي شطر الحسن يعني نصف الجمال ...بدا جمال يوسف منذ أن كان غلاماً ...منذ ان خصه أبوه بحب خاص...أوعلى الأقل بدا هذا لسائر إخوته...
و منذ أن استبشر خيراً برؤيته وارد السيارة الذي التقطه من الجب...
و منذ أن أحسن العزيز الظن به رقيقاً مباعاً فعهد إلى امرأته بحسن معاملته و توقع الخير منه إلى درجة تبنيه...
و منذ أن بلغ أشده و شغف امرأة العزيز حبه...
و منذ أن قطع النسوة أيديهن حين رأينه و أكبرنه و وصفنه بالملائكية...
و منذ أن التقاه الملك بعد تأويل رؤياه و ثبوت براءته فنجح يوسف في المقابلة الشخصية (أو كشف الهيئة) و ازداد الملك تقديراً له...فاختاره وزيراً ومستشاراً...
كما أظهرت السورة من يوسف صفات عقلية و روحية جعلتنا نرى فيه جمالاً آخر غير جمال الخلقة...جمال الخلق...
EG-[A_BA[ALLC_ALLS_ALLB]:Ramadan (614x430)

بدا لنا يوسف غلاماً مطيعاً لأبيه ممتثلاً لنصحه بألا يقص على إخوته رؤياه...وصابراً على غدرهم به و تجريده من قميصه و إلقاءه في الجب...و صابراً على بيعه رقيقاً و هو الحر الكريم ابن الكريم...
و بدا لنا يوسف يشب رقيقاً في بيت السلطة و ترف القصر و مع هذا لم يصبه ما يصيب الرقيق في هذا من دعة و جهالة و قلة الهمة و ضعف العزيمة...بل على العكس تلقى تعليمه الإلهي لتأويل الرؤى و آتاه الله ما أهله ليكون موضع الثقة في بيت من بيوت الحكم...فجمع بين العلم و الحكم...و هي صفة الأنبياء و الصالحين...
و بدأ لنا يوسف في أقوى مراحل عمره وعنفوان الفحولة و رغم جمال و كمال الخلقة عفيفاً لم يقع في غواية امرأة ذات مال و جمال هي امرأة العزيز و استمر في عفته رغم الضغط الاجتماعي عليه من النسوة في المدينة...
و بدا لنا يوسف وفياً لسيده الذي رباه في قصره و لم يقع في عرضه رغم الغواية...و صادقاً في إبلاغه بحقيقة امرأته عندما لزم ذلك...
و بدا لنا يوسف صابراً على السجن ظلماً رغم ثبوت صدقه و براءته أمام سيده... بل اكثر من هذا مفضلاً السجن مع العفة على الحرية مع الفاحشة معتبراً أن السجن وقاية له منها...
و بدأ لنا يوسف متمسكاً بكريم خلقه رغم الظلم الذي تكرر وقوعه عليه حتى ألقاه من الرق إلى السجن و أصبح بلا أمل في الحرية و لا حتى الحياة الكريمة...الأمر الذي لفت نظر صاحبي السجن إليه و جعله محل ثقتهما...
و بدا لنا يوسف حريصاً على الدعوة لدين الله رغم ما نزل به من بلاء...حريص على الدعوة و لو لاثنين من المساجين...رفقاءه في ظلمة السجن...
و بدا لنا يوسف حكيماً في منهجه الدعوي...إذ بدأ بكسب ثقة المدعوين بالصدق و حسن المعاملة و أيد ثقتهم هذه ببيان عملي يستظهر أمامهما نعمة الوحي الإلهي و الإعلام بالغيب...ثم بدأ برأس الأمر قبل أي تفاصيل...التوحيد...و بين لهم أصله و فصله فهذا أدعى لكسب ألفة الناس و ثقتهم...
و بدا لنا يوسف كريماً حين لم يطلب مقابل لتأويله رؤيا الملك و لا حتى الحرية بل و زاد على التأويل حلولاً لما ورد به من مشكلات....
 و بدا لنا يوسف معتزاً بنفسه واثقاً في ربه حين رفض الخروج من السجن إلا أن يتم التحقيق في الأسباب التي أودع بسببها فيه...و لم ينسب يوسف لنفسه البراءة بل طالب فقط بالتحقيق  ثقة في براءته و في نزاهة المحقق إذ هو الملك بنفسه...
و بدا لنا يوسف متزناً في كلامه مع الملك حتى كسب كل ثقته و تقديره فجعله مقرباً منه مكاناً لما وجده من الأمانة...و عرض عليه المشاركة في الحكم يعني في السلطة التنفيذية كي يشارك بنفسه في تحقيق خطته للتعامل وفق تأويله للرؤيا...
و بدا لنا يوسف حكيماً إذ اختار الموقع التنفيذي الذي يناسب مواهبه من الحفظ و العلم و الذي يحتاج إليه فعلاً...وصرح بهذا الاختيار وبهذه الأسباب ثقة في جدارته المؤهلة للمنصب فعلاً وعرضاً عملياً و علنياً للأسلوب الصحيح في الاختيار للوظيفة التنفيذية على أساس من الكفاءة...
و بدا لنا يوسف في موقع المسؤلية رجلاً ميدانياً يتنقل بين المواقع و يراقب مساعديه بنفسه ويشرف على الكبيرة و الصغيرة...حتى أنه لاحظ إخوته و عرفهم في أحد هذه المواقع و ما كان لذلك أن يحدث لو قبع يوسف في قصره أو مقر عمله...!
و بدا لنا يوسف وفياً لذكريات الطفولة و حريصاً على الاطمئنان على شقيقه مما توقعه من معاناته بين إخوته الغير أشقاء...فاحتال بذكاء كي يستحضره إليه ثم يستبقيه معه بمصر و لما تأكد من توقعاته بدا لنا يوسف حنوناً على شقيقه و هو يعرفه بنفسه ثم يطيب خاطره و يطمئنه بزوال المعاناة...
و بدا لنا يوسف كتوماً و صبوراً على إخوته و هم يضمون سرقة شقيقه المدعاة منه لصحيفة إيذائهم له هو أيضاً إذ ذكروا عنه قصة سرقة قديمة مدعاة بريء هو منها...
و بدا لنا يوسف معلماً و مؤدباً لإخوته بعد أن كسرهم بالحاجة بين يديه و ذكرهم  بسابق مكرهم به و خذلانهم لشقيقه...ثم لما أقروا بالخطأ بدا لنا يوسف متسامحاً و كريماً فلم ينتقم لنفسه أو يقس في العقاب بل رفع اللوم عنهم و دعا لهم بالمغفرة...
و بدا لنا يوسف براً بأبيه رؤوفاً به فأرسل له علاجه من العمى و استحضره و كامل أخوته و أهليهم للإقامة معه في لين الحضر بمصر بعد أن عاشوا سنين طويلة في قسوة البادية ثم جعل إقامة أبويه معه حباً فيهما و براً بهما و ترقق في كلامه مع أبيه و ذكره بما يحب من النعمة و صدق تأويله للرؤيا ...و ألمح لأبيه بالعفو عن إخوته إذ نسب فعلهم معه و شقيقه إلى الشيطان بالكلية...
و بدا لنا يوسف عبداً ذاكراً لربه شاكراً لنعمته حتى لقاءه به مؤملاً إلحاقه بالصالحين...
إذن رسمت لنا القصة صورة بهية ليوسف شكلاً وموضوعاً...كمالاً في الخلقة و في الخلق...
وسامة وفحولة...صبراً و صدقاً وبراً و عفة و حكمة و أمانة و دعوة فضلاً عن العلم و العمل و تحمل المسئولية التنفيذية و غيرها من حميد الفعال و طيب الخصال...
و لا عجب إذن أن وصف يوسف بالكريم ابن الكريم و بالصديق و بالعفيف...
و لا زال لنا مع قصة يوسف خواطر...

تابعونا...

0 comments: