Saturday, June 20, 2015

رمضان مع يوسف 5 (يوسف و مجتمع المكائد...!)

رمضان مع يوسف 5
(يوسف و مجتمع المكائد...!)

رأينا في قصة يوسف مجتمعاً شاذاً في نواته الأولى و هي الأسرة و عرجنا على بعض ملامح هذه الأسرة التي ساقتنا لاستنتاج أن هذا المجتمع كان أقرب للانحطاط منه إلى المثالية...
و ها نحن نعرج على لمحة أخرى من صفات هذا المجتمع...
المكائد و الدسائس و المؤمرات و (تلاقيح الجتت) كانت سمة غالبة في هذا المجتمع...
أول المكائد كانت تآمر إخوة يوسف عليه...طلبوا من أبيهم تحمل أمانة الحفاظ على أخيهم ليخونوها و يتخلصوا منه...!
تخيل إخوة يتآمرون على قتل أخيهم....! و لما رق قلبهم اختاروا له النفي بدل القتل...و لم يكن للنفي سبيل إلا البيع عبداً مملوكاً...!
و لم يكن ليوسف الغلام الذي لم يبلغ الحلم و لم يجر عليه القلم أي ذنب مقابل هذه المؤامرات و العقوبات إلا أن أباه يحبه أكثر منهم...!
المكيدة الثانية كانت تآمر امرأة العزيز على يوسف كي تظفر به...
المرأة التي شغفها حب يوسف لم تنتبه إلى أنه دخل بيتها طفلاً دون سن البلوغ و لا أنها زوجة و في عصمة رجل آخر يجب أن تصون اسمه و تحفظ عرضه و لا أن هذا الرجل الذي هي زوجته و في بيته هو عزيز مصر...
ضربت عرض الحائط بكل المحاذير الأخلاقية و الدنيوية في سبيل أن تروي ظمأها ليوسف...
أعددت الخطة و هيئت نفسها و بيتها ثم استهدفت يوسف في الوقت المناسب لدرجة أنه لم يجد بداً من الفرار منها إلا جرياً نحو الباب... EG-[A_BA[ALLC_ALLS_ALLB]:Ramadan (614x430) !


المكيدة الثالثة كانت تآمر امرأة العزيز على النسوة في المدينة أولئك اللاتي أوجعنها نميمة بعد أن افتضح أمر مكيدتها ليوسف...رأيناها تخطط و تهيئ المكان و الأدوات و حتى يوسف نفسه بحيث يلتقي أولئك النسوة مع نفس التحدي الذي واجهته هي و عجزت عنه و لتقيم عليهن الحجة في حال إخفاقهن مثلها فيصبح الكل في الهم سواء (و لا تعايرني و لا أعايرك)...!
المكيدة الرابعة كانت محاولة  اغتيال ملك البلاد بدس السم له في طعامه و شرابه...مؤامرة سياسية هذه المرة اتهم فيها ساقي الملك و خبازه فدخلا مع يوسف في الحبس الاحتياطي ريثما تنتهي التحقيقات حول هذه المؤامرة و تبين فعلاً أن الخباز هو الخائن المتآمر على سيده فتم إعدامه...
المكيدة الخامسة هي التي ألهمها الله تعالى ليوسف كسبيل أوحد لا ثاني له يستنقذ به أخاه الشقيق من بين براثن أحد عشر أخ غير أشقاء يؤذونه....دبر يوسف الأمر بحيث يبدو اخوه الشقيق مداناً بتهمة السرقة التي عقوبتها في زمانهم الاسترقاق و بالتالي يضمن بقاء أخيه لديه ظاهرياً كرقيق بسبب إدانته بالسرقة و واقعياً كحر رفع عنه بلاء الإخوة الغير أشقاء...!
المكيدة السادسة مرتبطة بماضي يوسف و هي التي دبرت فيها عمته تدبيراً مشابهاً لما فعله هو مع أخيه الشقيق و لنفس السبب تقريباً...حيث اتهمته صغيراً بالسرقة لتستبقيه عندها حباً فيه...و هي التهمة الباطلة أو المكيدة التي أشار إليها إخوة يوسف حين قالوا بعد اتهامه لشقيقه بالسرقة (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل)...
إذن نحن أمام مجتمع شاذ فعلاً ....المرأ فيه محاط بالمكائد و الخيانة في كل مرحلة سنية و في كل مكان تقريباً...من خيمة البادية حتى قصر الملك...!
و لعل هذا ما جعل السجن أحب إلى يوسف في مرحلة ما لأنه الحل الوحيد لحمايته من التلوث بهذه البيئة...!
و لا زال أمامنا المزيد من الخواطر و الملاحظات حول ملامح هذا المجتمع نسردها لاحقاً بإذن الله تعالى....

تابعونا...

0 comments: