Monday, June 22, 2015

رمضان مع يوسف 6 (يوسف و العدالة)....

رمضان مع يوسف 6
(يوسف و العدالة)....

رأينا قصة يوسف تتعرض في لقطات كثيرة منها للعدالة و للقضاء بين الناس...
و الملاحظ أولاً هو كثرة عدد (الدعاوى) أو الاتهامات التي تستلزم تدخل العدالة للفصل فيها...و أن هذه الادعاءات شملت أموراً خطيرة كالقتل أو السرقة أو هتك العرض....و أن هذه الدعاوى لم يسلم منها بدو و لا حضر بل و لا قصر الملك نفسه...
و رأينا بذرة (النيابة) التي تجري (التحقيقات) و تستعرض (الأدلة) كما يفعل (الطب الشرعي) في زماننا محاولة لنفي أو إثبات هذه التهم بحق المتهمين...
رأينا ادعاء إخوة يوسف أنه قتل في حادث بالبادية (أكله الذئب) ليخفوا جريمة أخرى هي القاءه في الجب و بيعه رقيقاً...
و رأينا ادعاء امرأة العزيز أن يوسف حاول الاعتداء عليها جنسياً....
و رأينا ادعاء بتهمة محاولة اغتيال الملك وجه لساقيه وخبازه...
و رأينا ادعاء يوسف الشك في نوايا إخوته لما قدموا عليه مصر طلباً للميرة مقابل بضائع يبيعونها...
و رأينا ادعاء مؤذن يوسف في عير إخوته أنهم سارقون لصواع الملك...
و رأينا ادعاء عمة يوسف القديم في حقه بالسرقة و الذي جاء على لسان إخوته...
و رأينا كيف أن معظم هذه الادعاءات كانت كاذبة ومفتراة...و أنه بالفعل (ياما في الحبس مظاليم)...!
في إشارة لمجتمع متباغض ساقط في الرذائل و غارق في الخيانة...!
EG-[A_BA[ALLC_ALLS_ALLB]:Ramadan (614x430)


و رأينا كيف يسوق المدعي الكاذب لدعواه عند أولي الأمر و أصحاب الحكم...
رأينا استدرار عاطفي في بكاء إخوة يوسف أمام يعقوب...و في استثارة امرأة العزيز لحمية العزيز إذ قالت (ما جزاء من أراد بأهلك سوء...)
و رأينا قفزاً إلى استنتاجات غير صحيحة لعرقلة التسلسل المنطقي للتفكير في الدعوى المقدمة...
رأينا إخوة يوسف يتهمون أباهم بأنه لن يصدقهم على أي حال حتى لو ثبت صدقهم...رغم أن دعواهم هذه لا دليل عليها...!
و رأينا امرأة العزيز تعرض اختياراً بين عقوبتين (أن يسجن أو عذاب أليم) لمتهم لم تثبت إدانته بعد...!
و رأينا كيف يدافع المظلوم عن براءته ...
رأينا التصريح بإشارة صريحة للمذنب الحقيقي كما قال يوسف بوضوح (هي رازدتني عن نفسي)...
ورأينا الثبات و عدم الفرار بل و الإقدام على المدعي بشجاعة حين الاتهام كما فعل إخوة يوسف مع المؤذن في العير متهماً إياهم بالسرقة...
و رأينا قبول التحقيقات و الاعتراف بالأدلة المؤيدة أو النافية للتهمة كما فعل يوسف مع الشاهد الذي تفحص قميصه و كما فعل إخوة يوسف مع يوسف و هو يفتش أمتعتهم بحثاً عن صواع الملك...
و رأينا جواز (رفع المظالم) إلى أكبر راس في الدولة بنفسه (كالرئيس أو الملك) فيوسف طلب من ساقي الملك رفيقه في السجن الذي تمت تبرأته ليعود لوظيفته أن يرفع أمره للملك (اذكرني عند ربك) رغم كون يوسف نبي ابن نبي و حفيد نبي...إذ أن الأخذ بالأسباب المشروعة لا حرج عليه...
و الملاحظ أيضاً من القصة وجود أكثر من (قانون) يحكم به بين الناس في هذا الزمان...
قانون عند البدو تم تطبيقه على أخي يوسف الشقيق عقوبة للسرقة...و قانون آخر تم تطبيقه في الحضر على يوسف و رفيقيه في السجن...
رأينا بذرة (الطب الشرعي) في التحقيقات التي تمت في ادعاءات مختلفة و كيف أنها أسهمت في تبرأة متهم أو توصيف أدق لجريمة...
رأينا يعقوب يفحص قميص ابنه الملطخ بالدم و يتأكد من فحص هذا الدليل المزيف أن إخوة يوسف لم يقتلوه و لم يأكله الذئب...
و رأينا الشاهد يفحص قميص يوسف ليرى إن كان قد من الأمام أو من الخلف و يتوصل من هذا لبراءة يوسف من تهمة الاعتداء على امرأة العزيز...
ورأينا بذرة (الحبس الاحتياطي أو التحفظي) في قضية صاحبي السجن مع يوسف حيث وضع ساقي الملك و خبازه كمشتبه بهما في الحبس ريثما تنتهي التحقيقات حول جريمة محاولة اغتيال الملك... كما وضع يوسف في نفس المكان ظلماً لمجرد إبعاده عن نساء المدينة المفتونات به...
و رأينا غرابة (أحكام العقوبات) في ذلك الزمان ...فالاسترقاق أمر مشروع من الأساس ناهيك عن كونه عقوبة على جريمة السرقة...و التنكيل بجثة المعدم صلباً حتى تأكل الطير من رأسه أمر ممكن...
و الشاهد هنا أننا كنا في قصة يوسف مع مجتمع ماجن سيء الخلق كمثل أنه مباح فيه شرب الخمر و النميمة و كثير فيه الكيد و الخيانة
و صنوف الجريمة و هي أمور جعلت للمنظومة القضائية الباحثة عن العدل الذي هو أساس الملك دور كبير فيه...
و لازلنا مع يوسف في رمضان نتابع خواطرنا و تأملاتنا حول قصته...

تابعونا...

0 comments: