Thursday, June 25, 2015

كنا اسعد ...كنا اصغر...!

لماذا كنا اسعد عندما كنا اصغر...؟!
الانفعال بالاشياء او الاحساس الذي نربطه بها داخل عقولنا بشكل عام هو قرار فردي او شخصي من حيث الكيف (النوع) و من حيث الكم (الدرجة) يتخذه كل عقل منفردا بناءا على حساباته الخاصة ...
ليس بالضروري ان تكون استجابة كل الناس كل الوقت لنفس المؤثر واحدة في الكيف و لا في الكم...
نزول المطر (مثلا) قد يكون لبعض الناس مشهد رومانسي و لغيرهم مشهد اقتصادي و لفئة ثالثة ازمة كبيرة....!
نزول المطر في يوم لا تحتاج فيه الخروج من البيت قد تعتبره فرصة للاستمتاع بالدفء و تفقد سلوك الاخرين من خلف النافذة مثلا...بينما انت نفسك لو اضطررت للخروج من بيتك هذا اليوم لاعتبرته مشكلة كبيرة تحتاج خطط عظيمة لمجابهتها...!
في صغرنا تكون مساحة المعرفة في عقولنا اقل (بكثير) من مساحة الخيال و لذا نتقبل اشياء تبدو للكبار ساذجة او مستحيلة ككلام الحيوانات و الجمادات مثلا...
و لذا ايضا نسبح كصغار كثيرا (جدا) في بحر من احلام يقظتنا و نعطي للاشخاص و الاشياء ما نشاء من صفات و اشكال و سلوك نفترضه نحن و نتحكم فيه تماما كما يعجبنا و نلون هذا العالم الافتراضي المرضي جدا لنا بالواننا الخاصة...
و هل السعادة الا ان تتقبل الواقع و تتحكم فيه و كذا المستقبل كيفما شئت...و دون ان يكون للماضي وجود اصلا...؟!
EG-[A_BA[ALLC_ALLS_ALLB]:Ramadan (614x430)

اذن كلما اتسع خيالك زادت سعادتك...
و كلما قلت معرفتك زادت سعادتك...
و الامر مشاهد ليس فقط عند الصغار او الاطفال و الشباب...بل ايضا عند بسطاء الناس اصحاب التعليم المحدود و الاعمال البسيطة...
تجدهم يفرحون و يمرحون من اقل الاشياء و يحتفلون و يصخبون طربا بابسط النعم ....
و اذا كان في الامر مجال للنصح فان النصيحة ان تستعيد الصفات التي جعلتك قديما (او صغيرا) تحس بالسعادة او تحس بها اكثر مما انت الان ...
انطلق في خيالك بلا اي حدود او قيود من اي نوع....
اصنع و لو للحظات عالمك كما تحبه ان يكون...
ارسم صورته و انحت شخصياته...بدل و غير...ابدع و ابتكر...
لا تهتم بان يكون هذا ممكنا او عمليا...فقط اهتم بان يكون ممتعا و جميلا بالنسبة لك...
ضع معارفك و علومك مهما كانت في حجمها الحقيقي بالنسبة لما في الدنيا من معارف و علوم...
قل لنفسك الحقيقة و هي انك لا زلت صغيرا و لا تعلم و لا تعرف اشياء كثيرة...
و ان الخير قد يكون في احدها...تلك الاشياء المجهولة او الافتراضية...و ثق انه فعلا كذلك...
و ستستمتع و تدرك السعادة التي تبحث عنها....
و ياللعجب فستصل ايضا و ربما في نفس الوقت لحلول واقعية و بسيطة لمشكلات و ازمات كنت تتصورها مؤلمة او مزمنة بلا حل...!
جرب...
و اتمنى لك....
#السعادة

0 comments: