Tuesday, June 16, 2015

رمضان مع يوسف...١


وعدتكم ان نقضي رمضان هذا العام باذن الله تعالى مع احسن قصة في الدنيا كلها...
و كلام الله القران الكريم نص صراحة على ان قصص القران الكريم هي احسن القصص...
و لما كانت قصة يوسف (ص) هي الوحيدة من بين قصص القران الكريم التي اختصها الله تعالى بالذكر كاملة في سورة واحدة من القران الكريم فقد رؤي انها هي احسن قصة في القران الكريم و بالتالي في قصص الدنيا كلها...
سنبدا متعتنا معها اليوم بذكر الاطار العام للقصة و احسب اننا جميعا نعرفه...
ثم نتطرق لاحقا باذن الله الى ما وراء الاحداث من دروس و عبر و خواطر و حكم...و احسب ان هذا هو العمق المستهدف من وراء القصص عموما...فالقصة لا تهدف الى التسلية و اللهو و قتل الوقت ...القصة لها معاني و عبر ستلمس جانبا او اكثر من حياة كل منا...سيرى فيها موقفا مر به او شخصا يعرفه او شعورا انتابه او خاطرا عبر افق خياله....و سيتعلم و يفهم و يستوعب و تطمئن نفسه و يثبت فؤاده ثقة في نصر الله و عدله....
الان...الى القصة...
نبي الله يعقوب (ص) تزوج من امراتين و انجب من احداهما احد عشر ولدا و من الاخرى ولدين فقط و كان يعيش مع اولاده في البادية...و كان احب اولاده الى قلبه ابنه يوسف الذي كان يستبشر فيه خيرا و يتوقع ان تكون رسالة النبوة القادمة اليه هو من بين اخوته و لذا كان لصيقا به متعلقا به...
و ذات يوم جاءه الغلام يوسف و قص عليه رؤية راها في منامه فهم منها الاب ان صدق حدسه و ان يوسف هو الاخر سيكون نبي كابيه و جديه...
و يبدو ان الاب كان يلاحظ غيرة اخوة يوسف منه و لذا حذر ابنه من ان يزيدها اشتعالا برواية رؤياه هذه لهم....
و سبق السيف العزل و اسرع الشيطان في خطاه الى مجلس الاخوة ليؤدي دوره و يدلهم على سبيل الراحة من الغيرة التي اكلت نارها قلوبهم...
نصحهم كعادته بالجريمة...اقتلوا يوسف...او على الاقل ابعدوه عن موطنكم تماما....
كانت النصيحة سهلة لكن تنفيذها صعبا لان يعقوب لا يفارق ولده يوسف فاحتال الاخوة حتى خلصوا ليوسف من بين يدي ابيه و هناك في المرعى بالبادية خلعوا قميصه و صبوا عليه دم شاة مذبوحة ثم القوا يوسف نفسه في بئر لماء الشرب قريبا من طريق معروف عسى ان يتوقف بعض المارة للتزود بماء البئر فيجد يوسف فياخذه و يرحل بعيدا و تنتهي معاناتهم منه...
و قد كان ان التقط يوسف بعض الناس في طريقهم الى مصر....و هناك باعوه رقيقا....
اما اخوته فعادوا للاب بالقميص الملطخ بالدم الكذب و قالوا ان يوسف قد اكله الذئب...و رغم ان يعقوب لم ينخدع بالكذبة لكنه حزن مما فعله ابناءه باخيهم و لم يملك الا الدعاء الى الله ان يرد اليه ولده الحبيب....

EG-[A_BA[ALLC_ALLS_ALLB]:Ramadan (614x430) و في سوق الرقيق بيع يوسف بثمن بخس ككل بضاعة مسروقة و كان مشتريه هو عزيز مصر و توسم فيه خيرا للحد الذي دعاه ان يوصي امراته به خيرا و يفكر في تبنيه....
و مرت السنون و شب يوسف الغلام عن الطوق و اتاه الله شطر الحسن فاحترق قلب المراة التي تراه امامها كل يوم الى حد ان ضربت عرض الحائط بطبيعتها كانثى و عرضت نفسها على يوسف...
و تعفف يوسف و افتضح امر الجريمة بالصدفة امام العزيز الذي حقق في الامر في وجود شاهد من اهلها و تبين له براءة يوسف فاكتفى بلوم المراة و امر يوسف بنسيان الامر حرصا على سمعة القصر....
و تسرب خبر الحادثة الى نساء الطبقة الراقية فاصبحت سيرة امراة العزيز على كل لسان منهن مما اثار حفيظتها خاصة مع صدق ما يقولونه عنها فقررت ان تفتنهن بيوسف كما فتنت هي به...و قد كان حين دعتهن لزيارتها و تناول الطعام معها ثم باغتتهن بخروج يوسف امامهن و هن ياكلن فبهرهن حسنه حتى قطعن ايديهن بالسكين بدلا من الطعام ...
و اصبحت الفتنة اشد فنساء المدينة اصبحن بلا رادع عن حسن يوسف الذي اثبت انه فعلا لا يقاوم...و هنا صرحت امراة العزيز بانها اما ان تصل منه لمبتغاها او ان تسجنه...و دعمها نساء المدينة في هذا صراحة...!
و اصبح على رجال المدينة ان يتخلصوا فعلا من يوسف و لو مؤقتا بالسجن حتى تهدا فتنة نسائهم به ...
فاختار يوسف السجن على المجون و الفحشاء...
و هناك في محبسه التقى برفيقين متهمين بجريمة خطيرة هي محاولة قتل ملك البلاد بدس السم له...الفتيان كانا ساقي الملك و خبازه....
و بالطبع تبادل السجناء الحديث و لاحظ بعضهم بعضا عن كثب فادرك رفقاء يوسف انه شخص امين و ذو علم و محل ثقة...و لذا لما
حدث ان رايا في مناميهما رؤيتين قصاهما على يوسف طلبا للتاويل...
و انتهز النبي يوسف الفرصة فاكد للسائلين ان ثقتهما في علمه صحيحة و ان لديه ما هو اكثر مما يطلبون...فهو يعلم الغيب بالوحي الذي ياتيه من الله تعالى لانه نبي و ابن نبي و حفيد انبياء...و ان الله تعالى هو المستحق وحده للعبادة و ليس ما شاع في زمانه و زمانهم من الوان الشرك...
ثم اجابهما يوسف لطلبهما و اول المنامين لهما فكان تاويله صدقا و حدث واقعا....و ظهر ان الخباز مدان فعلا فاعدم و ظهر ان الساقي بريء فعلا فاطلق سراحه ليعود لعمله و هنا اوصاه يوسف بذكر مظلمته عند الملك عله يحقق فيها كما فعل مع رفقاءه بالسجن و يقضي فيها بالعدل كما حدث لهما...
و للقصة جزء قادم نتابع روايته معكم باذن الله تعالى...

0 comments: